قال المؤرخ الفلسطيني جوني منصور، إن عملية تذكر الأحداث التاريخية، من خلال إعادة إحيائها، يساهم في تشكيل الذاكرة الجمعية للشعوب.
وتابع: "الأحداث في بلادنا يسيطر عليها الموت والدم والقتل، العملية الإرهابية قبل 19 عامًا تركت جرحا كبيرا جدا لدى العائلات التي سقط منها شهداء، وأيضًا ماحدث في الجولان أمر مؤسف وقاسي، وسوف يظل جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الجمعية لكل أهالي القرية".
وأضاف أن موضوع الذاكرة مهم ليس فقط على المستوى الفردي وإنما على المستوى الجماعي حيث يقرب المجتمعات من بعضها البعض، لافتا إلى أن العديد من الدول تسعى إلى إحياء ذكرى الأحداث عبر التاريخ وتخصص أياما لها، مما يجعل الحدث يتحول من الفردية إلى الجماعية.
وشدد على أن أهم شيء في الذاكرة هو عملية التوثيق، سواء بالكتابة أو بالصور الفوتوغرافية، والآن بعد دخول التكنولوجيا والإنترنت، أصبح هناك البث المباشر لرصد الأحداث.
وأشار إلى أن كثرة الأحداث اليومية قد تجعل الفرد يبدأ في نسيانها، وأن في هذه المرحلة يأتي دور الدولة أو المؤسسات الأهلية أو المؤرخين والباحثين، وربما الروائيين، لإحياء الذاكرة وإبقائها حية.
وتابع: "في هذا الأسبوع نمر بمرحلة تأهب لشئ غير معروف بنسبة 100%، وهذا يترك أثره، أعتقد إذا استطاع المجتمع بقيادته الحكيمة أن يبلور نوعا من البروتوكول أو النظام لكيفية إحياء ذكرى أحداث مختلفة، هذا يشكل جزءًا كبيرًا من الذاكرة الجمعية".
وقال "منصور" إن وضع الفلسطينيين في الداخل وضع حساس أو يمكن أن يُطلق عليه "وضع زجاجي" لأنه من الممكن أن يتعرض للكسر في أي وقت، مطالبًا جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات المستقلة أن تبني المنظومة المتعلقة بإحياء ذكرى الكثير من الأحداث.