أتيلا شومفلبي: نتنياهو يريد من غالانت أن يساعده على الكذب، وهذا أساس الخلاف
في أعقاب المواجهة بالأمس بين وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حين قال غالانت إنّ مصطلح "الانتصار المطلق" الذي يستعمله نتنياهو هو هراء، وإنّه يجب إبرام صفقة تعيد المختطفين، لأنّ هذا هدف الحرب الأهم، ورد مكتب نتنياهو بأنّ غالانت بتصريحاته هذه يتبنى رواية أعداء إسرائيل، طفت التوترات بين الشخصين، مرة أخرى على السطح، وأعرب مراقبون عن خشيتهم من أن تؤثر هذه الخلافات على صفقة محتملة تخرج المختطفين من الأسر في غزة، وتوقف النار.
وحول هذا الموضوع، أجرينا لقاء ضمن برنامج يوم جديد صباح اليوم مع المحلل السياسي أتيلا شومفلبي، الذي قال إنّ العلاقات بين رئيس الحكومة ووزير الأمن تدهورت منذ نحو سنة ونصف، في آذار من العام الماضي، حين حاول نتنياهو إقالته، ولكن جماهير غفيرة نزلت إلى الشوارع في مظاهرات تلقائية رافضة هذه الإقالة.
وقال شومفلبي إن هذه المرة انفجرت العلاقات على خلفية الفارق الكبير بين خطابات نتنياهو النارية، وبين الواقع. وأضاف أنّ كل مصطلحات الانتصار المطلق هي مصطلحات فارغة لا رصيد لها، ولا يمكن إدارة استراتيجية على قاعدة هذا المصطلح، بل يجب أن تكون الاستراتيجية مبنية على خطط ثابتة، وبرامج واضحة، مثل من سوف يستبدل حماس في قيادة قطاع غزة، ومن سوف يعيد إعمار قطاع غزة، وهي أمور لا يقترب نتنياهو من الحديث عنها، أو محاولة حلها، وغالانت يعرف هذا، وعمليًّا هذا ما قاد إلى الانفجار الجديد في العلاقات.
وقال شومفلبي إنّ هذه الفوارق في المواقف بين نتنياهو وغالانت متعددة المصادر، فهي تأتي من مكان فهم غالانت وقيادة الأجهزة الأمنية بأنّه لا يمكن الاستمرار بالحرب إلى ما لا نهاية، ولا يمكن استمرار الجيش في التطور بدون تجنيد اليهود المتزمتين، ولها علاقة بقرارات نتنياهو منذ سنوات، وتعامله غير المسؤول مع الأمريكيين الأمر الذي أوصل إسرائيل إلى أزمة مع الولايات المتحدة.
وقال شومفلبي إنّ ملخّص الخلاف بين نتنياهو وغالانت هو أن نتنياهو يرد من غالانت أن يكذب للجمهور، ويتحدث مثله عن الانتصار المطلق، وغالانت لا يريد ذلك، ويريد للجمهور أن يعرف الحقيقة.