اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية مساء أمس الخميس، لبحث الخطوة العسكرية المحتملة التي قد يتخذها الجيش الإسرائيلي في حال فشل التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع حركة "حماس".
فشل المفاوضات وطلبات نتنياهو
تأتي هذه الاجتماعات في وقت وصلت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة، وسط إصرار نتنياهو على مواصلة الهجوم على القطاع وعدم الانسحاب من محوري "نتساريم" و"صلاح الدين" (فيلادلفيا) في وسط وجنوب غزة.
وفي المقابل، تشترط حركة حماس إنهاء الحرب، وعودة النازحين، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.
وذكرت القناة الإسرائيلية 12 أن تصلب المواقف الإسرائيلية يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق، مشيرة إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تستعد لاحتمال فشل المحادثات وتصعيد القتال على الجبهة الشمالية ضد حزب الله.
تداعيات عدم التوصل إلى صفقة
أشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي قدم للقيادة السياسية تقديرات حول "تداعيات عدم المضي قدماً في الصفقة"، مؤكداً أن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري مع حزب الله.
وأضاف المصدر الأمني أن تصريحات نتنياهو حول المحور قد تؤثر سلباً على العلاقات مع مصر.
تشاؤم إسرائيلي ومواقف متباينة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة ("كان 11") بتشاؤم إسرائيلي بشأن المقترحات التي يتوقع عرضها من قبل الوسطاء نهاية الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن المقترح لن يكون مقبولاً من حماس أو إسرائيل.
وأوضحت الهيئة أن جميع رؤساء الفريق المفاوض يشاركون في النقاشات مع نتنياهو لأول مرة منذ أسبوعين، مع التركيز على متابعة عمل الجيش في غزة وتحديد الإجراءات المناسبة بعد العثور على جثث ستة رهائن إسرائيليين.
البيت الأبيض: المفاوضات مستمرة
من جانبه، أكد البيت الأبيض، على لسان مستشار اتصالات الأمن القومي، جون كيربي، أن المفاوضات مستمرة رغم تصريحات نتنياهو بأن وقف إطلاق النار ليس وشيكاً.
وأوضح كيربي خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو أن هناك تقدماً في العديد من القضايا، على الرغم من الخلافات المستمرة، خاصة فيما يتعلق بتبادل الأسرى.
موقف مصري منتقد
في سياق متصل، انتقد مصدر مصري تصريحات نتنياهو، واصفاً إياها بأنها "تفتقد الواقعية"، وأضاف أن نتنياهو لا يبدو أنه مهتم بعودة المحتجزين الإسرائيليين أحياء إذا كان ذلك يتعارض مع أهدافه ومصالحه الشخصية.
واعتبر المصدر أن تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا هي محاولة لتبرير فشل حكومته في السيطرة على الوضع في غزة.
وأوضح أن "ترويج رئيس الحكومة الإسرائيلية لتهريب السلاح من مصر (عبر أنفاق مزعومة تحت الحدود )، أكذوبة أخرى لتبرير فشل حكومته في السيطرة على تهريب السلاح من إسرائيل إلى قطاع غزة".
زيارة مفاجئة للحدود
كما أفاد التقرير بزيارة مفاجئة قام بها رئيس أركان الجيش المصري، أحمد خليفة، للحدود مع غزة أمس الخميس، حيث تفقد الأوضاع الأمنية وإجراءات التأمين على الحدود.
وتأتي هذه الزيارة غير المعلنة بعد تصريحات نتنياهو بشأن تمسكه بالوجود العسكري على محور فيلادلفيا، رغم اعتراض القاهرة.
وتستمر المفاوضات غير المباشرة التي تجري بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.