تثير عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الهجوم الذي استهدف مقر القيادة في الضاحية الجنوبية لبيروت تساؤلات حول من سيخلفه في قيادة المنظمة.
وتصدرت بعض الأسماء المرشحة لخلافة نصر الله وتولي أمانة حزب الله اللبناني من بينهم هاشم صفي الدين ونعيم قاسم.
ويُعتبر رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، الرجل الثاني في الحزب وأحد أبرز المرشحين المحتملين لخلافة حسن نصرالله، الأمين العام للحزب الذي قُتل في غارة إسرائيلية.
من هو هاشم صفي الدين؟
وُلِد هاشم صفي الدين عام 1964 في قرية دير قانون النهر ضمن قضاء صور في جنوب لبنان، ويعود أصله إلى عائلة معروفة أخرجت رجال دين بارزين.
وتزوج في سن مبكرة نسبيًا، قبل أن يلتحق بابن عمه حسن نصر الله للدراسة في قم، حيث تزوج من ابنة رجل الدين الشيعي محمد علي الأمين، وفقا لوسائل إعلام إيرانية.
وحسب التقارير، فقد تولى عماد مغنية، الذي كان رئيس الجناح العسكري لحزب الله قبل اغتياله في سوريا عام 2008، مسؤولية رعاية صفي الدين.
ويُعتقد أن مغنية كان له دور كبير في توجيه صفي الدين ونصر الله ونبيل فاروق، أحد القادة الرئيسيين في الحزب.
ويُعرف صفي الدين بأنه ابن عم نصر الله وصهر قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وهو مدرج على قائمة الإرهاب الأمريكية منذ عام 2017.
وقد أثار اغتيال نصر الله تساؤلات حول مستقبل قيادة الحزب، حيث يُعتبر صفي الدين "ظل" نصر الله ويمتلك نفوذًا كبيرًا داخل التنظيم.
دور صفي الدين في حزب الله
منذ عام 1994، تولى صفي الدين رئاسة المجلس التنفيذي للحزب، الذي يُعتبر بمثابة "حكومة" حزب الله.
وطيلة ثلاثة عقود، عُهد إليه بإدارة جميع القضايا اليومية الحساسة، بما في ذلك إدارة الأموال والاستثمارات داخل وخارج لبنان، بينما كانت الملفات الاستراتيجية في يد نصر الله.
ويتمتع صفي الدين بعلاقات وثيقة مع الجناح العسكري للحزب، مما يعزز موقفه كخليفة محتمل.
العلاقات مع إيران
صفي الدين له علاقات قوية مع طهران ويعتبر مؤيدًا للنظام الإيراني.
وساعدت دراسته الدينية في مدينة قم في تقوية هذه العلاقات، حيث يُعتقد أن صفي الدين كان مدعومًا من قبل عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله السابق.
وفي عام 2020، تزوج ابنه رضا من زينب سليماني، ابنة قاسم سليماني، مما يعكس الروابط الوثيقة بين الحزب وطهران.
الأنشطة الأخيرة
شارك صفي الدين خلال الأشهر الماضية، في العديد من جنازات أعضاء منظمة حزب الله وألقى خطبًا باسم حزب الله.
ومؤخرًا، وخلال جنازات لقتلى الحزب، أكد على استمرار دعم حزب الله للمقاومة، موجهًا رسالة تحدٍ للعدو الإسرائيلي.
ورغم زعمه بأن الحزب لم يتأثر من حيث الأداء، فقد شهد الوضع تغيرات ملحوظة في أعقاب اغتيال نصر الله.
استثمارات المجلس التنفيذي
يدير صفي الدين أيضًا مجموعة استثمارات كبيرة تهدف إلى تمويل حزب الله وضمان استقلاله المالي.
وتتوزع هذه الاستثمارات عبر عدة مناطق، بما في ذلك لبنان والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وتشمل أنشطة المجلس التنفيذي العمل العسكري قبل إنشاء "مجلس الجهاد"، مما يعكس مدى تأثيره في توجيه السياسة والعمليات داخل الحزب.
مرشح أخر محتمل لخلافة نصر الله: نعيم قاسم
أحد الأسماء المطروحة لخلافة حسن نصر الله في قيادة حزب الله بعد اغتياله هو نعيم قاسم.
ويشغل قاسم منصب نائب الأمين العام للحزب منذ عام 1992، ويُعتبر من الشخصيات البارزة في التنظيم.
ووُلد في عام 1953 في منطقة البسطة التحتا في بيروت.
ومنذ بداية تسعينيات القرن الماضي، كان له دور كبير في إدارة شؤون الحزب وتوجيه سياسته، ما يجعله شخصية مركزية في هيكل الحزب.
وطالع ايضا: