علق عدد من الخبراء اللبنانيين والفلسطينيين، على فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتأثير هذا الفوز على المنطقة وخاصة الحرب في غزة ولبنان.
وفي هذا السياق، قال الباحث والمحلل الاستراتيجي الدكتور عبدالله نعمة، إن فوز ترامب لن يقدم أو يؤخر في حجم الرد الإسرائيلي التصعيدي ضد لبنان كما أن هناك فترة زمنية نحو ١١ أسبوع حتى تكتمل الأمور وتتضح الرؤية السياسية لترامب ما بعد الفوز.
ترامب سيعود بمشروعه القديم إلى الشرق الأوسط
وأضاف نعمة في تصريحات لموقع الشمس، أن ترامب ما قبل الفوز ليس، كما بعدها، وسيعود ترامب بمشروعه القديم إلى الشرق الأوسط وبالتالي نحو تحجيم بل تقزيم كل من يقول لا لأمريكا.
وتابع نعمة: "أتوقع أن لا تختلف سياسة الدعم التي تقوم بها الإدارة الأمريكية لإسرائيل وسوف يبقى الدعم الأمريكي العسكري والسياسي والمالي كما هو والمسافة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب سوف تصبح أكثر قربا وقرابة وصداقة بالنسبة للمصلحة المشتركة بين أمريكا وإسرائيل على كافة الأصعدة٠في الشرق الأوسط ".
الكرة الآن في ملعب المشروع الوطني العربي
وأكد نعمة أن الكرة اليوم في ملعب المشروع الوطني العربي الذي يجب أن يسرع في تخطيه تصاعد السباق الإيراني الإسرائيلي العسكري الذي يعكس آثاره على لبنان وإسرائيل معا، ويجب على الفلسطينيين والمقاومة في لبنان أن يعودوا إلى الحضن العربي والمواثيق الدولية والرغبة الحقيقية في تحقيق السلام الواقعي وأن لا يراهن أحد على أى تفاوت أو خلاف سياسي بين واشنطن وتل أبيب فهم من مدرسة واحدة وعلى نهج واحد في المصلحة والدور.
وحول الوضع في لبنان، قال نعمة: "فهو في حاجة ماسة لجرعة من اتفاق جديد لوقف النار أو لتنفيذ القرار ١٧٠١ فهذا البلد الصغير الجميل لم يعد باستطاعته أن يتحمل أكثر مما تحمل من كوارث وحروب وهو بحاجة لإعادة إعمار وعودة النازحين وتحسين اقتصاده المنهار".
وأعرب نعمة عن أمله أن تسهم الإدارة الأمريكية الجديدة في إعادة الإعمار ودعم الجيش اللبناني وهكذا تكبر آمال اللبنانيين بمستقبل أفضل.
تحول كبير للسياسية الخارجية الأمريكية
فيما قال أحمد سمير الشمعة الباحث السياسي اللبناني، لا شك أن الانتخابات الأمريكية هي الحدث الأبرز عالميا في الوقت الراهن، ومن الواضح أن السباق الرئاسي قد حسم بفوز ساحق لصالح الحزب الجمهوري وفوز ترامب، واللافت أيضا فوز الحزب نفسه بالأكثرية داخل الكونجرس.
وتابع الشمعة في تصريحات خاصة لموقع الشمس، "إذا نحن أمام حقبة جديدة من الحكم داخل الولايات المتحدة مما سيشكل أيضا تحول كبير بالسياسة الخارجية وخاصة بما يخص الحرب الروسية الأوكرانية والصراع في شرق المتوسط بين إسرائيل وحزب الله من جهة والحرب الذي يخوضها الجيش الإسرائيلي في غزة من جهة أخرى منذ أكثر من سنة".
وأضاف الشمعة أن كل الأنظار في المنطقة كانت موجهة نحو نتيجة الانتخابات الأمريكية إذ كان يعول الكثيرين على أن وصول ترامب قد يكون مخرجا للأزمة في المنطقة معتمدين بذلك التحليل على الخطابات التي ألقاها خلال حملته الانتخابية، مستدركا "ولكن أنا أخالفهم الرأي، إذ أنني أعتبر أن الرهان على الأمريكي رهان خاسر أو خاطئ لأن التجارب السابقة أثبتت أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل واحدة وهي ثابتة مع تغير كل من تعاقبوا على البيت الأبيض، إن أمن وحماية إسرائيل هو أول ما يلتزم به الرئيس الأمريكي فور انتخابه، قد يختلف الأداء أو طريقة التعامل مع إسرائيل ولكن الدعم سيبقى أساسيا في كل الأزمنة".
وتابع الشمعة: "أود أن أقول هنا لكل المراهنين على فوز ترامب أن يقرأوا تصريحاته السابقة بعمق أكبر وخصوصا، أنه أشار سابقا على أن إسرائيل دولة ذات مساحة صغيرة مشيرا بذلك على أنه سيدعم بقوة توسع هذا الكيان وهذا ما يؤكد أن دونالد ترامب سيكون الداعم الأكبر لبنيامين نتنياهو في تحقيق مشروعه الأسمى حسب تعبيره وهو إسرائيل الكبرى، إذا الرهان يبقى على صمود المقاومة في الميدان".
فوز ترامب لن يسفر عن أي تغيير بالقضية الفلسطينية
وحول فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية وتأثيره على حرب غزة، قال ثائر أبو عطيوي الكاتب الصحفي الفلسطيني ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، إن فوز ترامب لن يسفر عن أي تغيير، أو تأثير جوهري في الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، وهذا لأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على مدى عقود، لم تتجاوز الوعود الإعلامية والدعائية التي تخدم أغراضها الانتخابية فقط.
وأكد أبو عطيوي أن هذه الوعود لا تُترجم على الأرض، مؤكدا أن الولايات المتحدة تستمر في دعم سياسات إسرائيل بشكل مباشر، وأن استمرار الحرب على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثالث عشر، يعد دليلًا على ازدواجية الموقف الأمريكي، بينما تعلن واشنطن وساطتها، فإنها تقدم دعمًا عسكريًا ولوجستيًا لإسرائيل، متجاهلة الظروف الإنسانية القاسية التي يمر بها الفلسطينيون.
وأضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة للـ"الشمس"، أن المطلوب هو ضرورة توحد الموقف العربي من خلال التأكيد على أهمية تطوير مشروع عربي يطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء العدوان على غزة، ويدفع إسرائيل للتفاوض بجدية لتحقيق الاستقرار وضمان أمن الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولة مستقلة، وهذا رغم قناعاتنا التامة أن ترامب لا يؤمن بفكرة حل الدولتين لإنهاء الصراع.
وتابع الكاتب الفلسطيني: "إذن لا تأثير إيجابي فعلي وحقيقي لإنجازات قادمة سوف تحقق على الصعيد الفلسطيني بشكل عام بعد فوز ترامب ، مالم يكن هناك موقفا موحدا من الدول العربية والمجتمع الدولي للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة لتعديل مسارها تجاه تحقيق عدالة القضية الفلسطينية في الحرية واقامة الدولة المستقلة.
واختتم أبو عطيوي تصريحاته قائلا: "السؤال المهم هنا والأكثر أهمية بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، هل ترامب قادم ليكمل ما بدأت به إسرائيل شرق أوسط جديد، في ظل جبهات الحروب المستمرة، ورحاب صفقة القرن ضمن رؤية ترامب؟.
فلسطين عانت بشكل كبير في ظل ولاية ترامب الأولى
وفي السياق ذاته، قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن القضية الفلسطينية قد عانت بشكل كبير في ظل ولاية ترامب الأولى، حيث نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس واستبدل مبدأ كان قائم لمدة سنوات طويلة في العقيدة العربية والمتمثل بالأرض مقابل السلام واستبداله بالسلام مقابل السلام، حيث قام على ما يسمى بصفقة القرن والذي سمح بإقامة علاقة ما بين عدد من الدول العربية وإسرائيل .
وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لموقع الشمس، أن ترامب وعد الجالية العربية والإسلامية بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وهذا الوعد قد يكون وعد انتخابي لا قيمة له ويسمح لنتنياهو بالمضي قدمً في مخططاته فيما يخص شعبنا الفلسطيني وقضيتنا، بحيث يسمح لتمرير مخطط التهجير القسري لأبناء شعبنا الفلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية والقطاع، إضافة إلى أنه قد يسمح لنتنياهو بضم الضفة الغربية كاملة إلى إسرائيل وهذا ما قد لمح صراحة إليه حينما أشار في حملته الانتخابية على أن مساحة إسرائيل مساحة صغيرة .
وتابع أبو لحية: "إن شعبنا الفلسطيني لا يراهن على من يجلس في البيت الأبيض لأننا لنا سوابق معهم جميعا سواء ديمقراطي أو جمهوري وجربناهم جميعهم وكانوا دائما مخيبين للآمال، حيث يتسابقون أيهم يخدم إسرائيل أكثر من الآخر، ولذلك نحن نعول على أنفسنا كفلسطينيين في أن نتمسك بأرضنا وأن لا نغادرها اطلاقا، إضافة إلى رهاننا على عمقنا العربي الذي يقف على قلب رجل واحد معنا من أجل حقوقنا المشروعة وفي مقدمتها الدولة المستقلة".
اقرأ أيضا
عقب إعلان فوزه..ترامب: العصر الذهبي بدأ سنغلق الحدود وسنوقف الحروب