في اكتشاف علمي جديد، أعلن فريق دولي من الباحثين من اليابان وأوروبا عن اكتشاف نظام كوكبي يحتوي على كوكب فائق الكثافة يدور حول نجم مشابه للشمس.
هذا الاكتشاف، الذي نُشر في مجلة "ساينتفيك ريبورتيز"، يفتح آفاقًا جديدة لفهم تكوين وتطور الكواكب في البيئات القاسية.
خصائص النظام الكوكبي الجديد
النظام المكتشف حديثًا، والذي يُسمى K2-360، يقع على بعد حوالي 750 سنة ضوئية من الأرض. يتكون هذا النظام من كوكبين يدوران حول نجم مشابه للشمس
1- كوكب K2-360 b: "الأرض الفائقة"
يُعد كوكب K2-360 b كوكبًا صخريًا يُعرف بـ "الأرض الفائقة"، حيث يكون حجمه أكبر من الأرض ولكن أصغر من كوكب نبتون.
يتميز هذا الكوكب بحجم يعادل 1.6 مرة حجم الأرض وكتلة تفوق الأرض بمقدار 7.7 مرة.
يدور حول نجمه في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 21 ساعة فقط. يتميز هذا الكوكب بكثافة عالية جدًا، لدرجة أنه يعد الكوكب الأكثر كثافة من نوعه الذي تم اكتشافه حتى الآن.
2- كوكب K2-360 c: الكوكب الخارجي الأكبر
أما الكوكب الآخر في النظام، K2-360 c، فهو أكبر بكثير من K2-360 b، حيث يصل إلى كتلة لا تقل عن 15 ضعف كتلة الأرض.
يكمل هذا الكوكب دورته حول نجمه في 9.8 أيام. ومن الجدير بالذكر أنه، نظرًا لعدم عبور هذا الكوكب أمام نجمه، لم يتمكن العلماء من قياس حجمه بدقة.
اكتشاف النظام الكوكبي
تم اكتشاف النظام K2-360 بفضل مهمة K2 التابعة لوكالة ناسا، والتي رصدت الكوكب الداخلي في عام 2016 أثناء عبوره أمام نجمه. وتم تأكيد وجود الكوكب الخارجي من خلال ملاحظات تلسكوبية إضافية على الأرض.
يعد كوكب K2-360 b استثنائيًا بشكل خاص نظرًا لكثافته العالية، حيث يُعتقد أنه كان في السابق كوكبًا أكبر فقد معظم طبقاته الخارجية بسبب الإشعاع القوي من نجمه المضيف.
فهم تطور الكواكب في البيئات القاسية
يوضح الباحث جون ليفينغستون من مركز علم الأحياء الفلكي في طوكيو أن كوكب K2-360 b يعد فريدًا للغاية، حيث يحتوي على ما يقارب 8 كتل أرضية داخل كوكب حجمه أكبر بقليل من الأرض.
من جهة أخرى، يشير الباحث دافيدي غاندولفي من جامعة تورين إلى أن الكوكب يوفر نظرة ثاقبة على مصير الكواكب القريبة من نجومها، حيث تبقى النوى الصخرية فقط بعد مليارات السنين من التطور.
كيف تؤثر الكواكب على بعضها البعض؟
يعتقد الباحثون أن الكوكب الخارجي K2-360 c قد لعب دورًا في دفع الكوكب الداخلي إلى مداره القريب الحالي من خلال تفاعلات جاذبية معقدة بين الكواكب في النظام.
هذه التفاعلات تمنح العلماء رؤى جديدة حول تشكيل الأنظمة الكوكبية وكيفية تطورها في البيئات القاسية.
هذه الاكتشافات تقدم رؤى هامة حول كيفية تشكيل الأنظمة الكوكبية وتطورها في البيئات القاسية.
كما تساعد العلماء في صياغة نظريات جديدة حول تشكل الكواكب وتطورها في المجرة، مما قد يؤدي إلى اكتشافات جديدة في المستقبل حول الأنظمة الكوكبية الأخرى.
طالع أيضًا
"كوارث قد تحدث في السنوات المقبلة".. هل يستطيع الإنسان إنهاء الحياة على كوكب الأرض؟