قال ناصر جبارة، الصحفي المختص في الشؤون الأوروبية، إن حالة عدم الاستقرار السياسي انتقلت من وسط أوروبا إلى ألمانيا.
كان المستشار الألماني أولاف شولتز قد خسر اقتراعاً على الثقة في البرلمان، بأغلبية 394 صوتاً مقابل 207 أصوات، مما يمهّد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير المقبل؛ بهدف إخراج برلين من الأزمة السياسية الناجمة عن انهيار ائتلافه.
ومن المقرر -وفقا للتصويت- أن تعقد ألمانيا انتخابات فيدرالية جديدة في فبراير، أي قبل حوالي 7 أشهر من الموعد المخطط له في الأصل.
وتابع ناصر جبارة: "قبل عدة سنوات عندما كنت تهز الحكومات الأوروبية في محيط ألمانيا، كان البعض يقول إن ألمانيا واحة من الاستقرار السياسي، وكنت أنا أخالف هذا الرأي، وأؤكد أنها سوف تتأثر بمحيطها الإقليمي، لأنها ليست في جزيرة منعزلة، وهو ما يحدث الآن، حيث لا حكومة في النمسا ولا بلجيكا لا هولندا، وسقطت الحكومة الفرنسية، والإيطاليون ليسوا أفضل حالًا".
وأضاف في مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد" عبر إذاعة الشمس، أن حكومة أولاف شولتز لم تكن متجانسة من الأساس، وكانت حكومة ثلاثية الأضلاع من ثلاثة أحزاب تختلف فيما بينها من حيث الأيدولوجية، وكانت وقتها حكومة الأمر الواقع عندما تم تشكيلها في عام 2021 .
ونوّه إلى أن عدم الانسجام كان أحد الأسباب الرئيسية لسقوط الحكومة، إضافة إلى أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن كل تلك الظروف الجيوسياسية أدت إلى تباعد وجهات النظر بين الأحزاب الثلاثة، وتحديدًا الحزب الليبرالي الذي لم يكن يريد أن تتحمل ألمانيا مزيدًا من الديون.