توفي اليوم الخميس اللواء فؤاد الشوبكي، المعروف بلقب "شيخ الأسرى الفلسطينيين"، عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض الذي أصابه خلال فترة اعتقاله في السجون الإسرائيلية، الشوبكي، الذي أمضى 21 عامًا في الأسر، كان أحد الشخصيات الوطنية البارزة في فلسطين، وكان مقربًا من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
مسيرة النضال
ولد فؤاد الشوبكي في حي التفاح بمدينة غزة في 12 مارس 1940، وتلقى تعليمه في مدارس القطاع قبل أن ينضم إلى حركة فتح، تنقل الشوبكي مع الحركة بين الأردن ولبنان وسوريا وتونس، وكان مسؤولًا عن الإدارة المالية المركزية العسكرية في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اختطفته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 14 مارس 2006 من سجن أريحا، حيث كان معتقلًا تحت حراسة أمنية بريطانية أمريكية فلسطينية مشتركة، بعد ضغوط دولية وإسرائيلية على السلطة الفلسطينية لتسليمه.
الاعتقال والمحاكمة
اتهمت إسرائيل الشوبكي بالمسؤولية عن أكبر عملية تهريب أسلحة من إيران عبر سفينة "كارين إيه" عام 2002، والتي تم اعتراضها من قبل قوة بحرية إسرائيلية في البحر الأحمر، أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكمًا بالسجن لمدة 20 عامًا بحق الشوبكي، قبل أن يتم تخفيضها لاحقًا إلى 17 عامًا، خلال فترة اعتقاله، عانى الشوبكي من مشاكل صحية مزمنة، وكان يعتمد على رفاقه الأسرى في تلبية احتياجاته.
الإفراج والوفاة
أفرجت سلطات الاحتلال عن الشوبكي في مارس 2023، بعد أن أمضى 17 عامًا داخل السجون الإسرائيلية، ورغم الإفراج عنه، استمرت معاناته مع المرض حتى وافته المنية اليوم في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، نعت مؤسسات الأسرى الفلسطينية والحركة الوطنية الأسيرة في سجون الاحتلال المناضل الوطني والأسير السابق اللواء فؤاد الشوبكي، وتقدمت بأحر التعازي والمواساة من عائلته الكريمة ورفاقه في الأسر وخارجه.
إرث الشوبكي
يُعدّ الشوبكي رمزًا وطنيًا ونضاليًا داخل الأسر، ولُقب بـ"شيخ الأسرى" نظرًا لكبر سنه وصموده داخل سجون الاحتلال، أفنى حياته في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، وكان مثالًا للصمود والتحدي في وجه الاحتلال، وفاته تُعدّ خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وللحركة الوطنية الأسيرة.
طالع أيضًا:
الرئيسان المصري والتركي يطالبان بوقف الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية
