تعتبر قرية الجش العربية من أقدم القرى في شمال البلاد، وهي تقع حوالي 4 كم إلى الشمال من جبل الجرمق، ولها تاريخ يعود لآلاف السنين، يحدثنا عنه المرشد مارون صادر.
مارون صادر قال في مداخلة هاتفية لبرنامج "بيت العيلة"، على إذاعة الشمس، إن قرية الجيش لها تاريخ قديم جدا، يعود إلى الفترة الكنعانية، ثم في فترة الرومان اكتسبت اسمها المشتق من اسم روماني، وفي فترة الحكم الإسلامي تحول الاسم إلى "الجُش".
وأوضح أنه في الفترة الرومانية كانت الجش مركزًا يهوديًا مهمًا ومدينة مركزية حولها الأسوار، وكانت أحد مراكز الثورة اليهودية ضد الرومان، وهي آخر مدينة يهودية سقطت في يد الرومان.
كما أكد على أن الجش مركز مهم للمسيحية، لأن هناك اعتقاد أن أهل ماربولس من الجش، مشيرًا إلى أن الجش قرية مأهولة باستمرار على مر العصور ومختلف الفترات، لافتًا إلى أن عصرها الذهبي كان في الفترة العثمانية.
وأوضح أنه حتى عام 1948 كان نصف سكان القرية من المسلمين، والنصف الآخر من المسيحيين.
وذكر المرشد مارون صادر أنه في شهر ديسمبر من عام 1837، شهدت بلدة الجش هزة أرضية قوية، وتعرضت الكنيسة للتدمير وتمت إعادة ترميمها في العام التالي، وهناك منطقة تُسمى في وادي الجش تُسمى "المخسوفة" شرق القرية، وهي نتيجة انهيار حصل نتيجة لهذه الهزة الأرضية.
وأكد على أنه يوجد في القرية آثار كنيس يهودي، وآثار رومانية، وأخرى بيزنطية، وآثار إسلامية، الأمر الذي يدل على التنوع الذي مرت به قرية الجش.
وتابع: "لا يمكنك التمييز والتفرقة بين مسلم ومسيحي في الجش، الجش طوال عمرها مثال على التعايش السلمي والتنوع، والكل يحتفل سويًا بمختلف المناسبات".
ولفت إلى غياب الاهتمام الحكومي لبعض المناطق في الجش، وهي أماكن تضم آثارًا بيزنطية وتوابيت قديمة مصنوعة من الحجر، وعدم الاهتمام ببعض المناطق السياحية وإغلاق الكثير من الأماكن التي تحتاج إلى الاستثمار الحكومي.
يُشار إلى أن قرية الجش تقع في أقصى الجليل الأعلى، حوالي 4 كم إلى الشمال من جبل الجرمق، وتبلغ مساحة أراضيها حوالي 12,500 دونم، كما يحد القرية الوديان وادي الجش ووادي ناصر.