أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتقاء 6 فلسطينيين الليلة الماضية، جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
وقال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي، في بيان مشترك، إن "سلاح الجو يشن في عملية مشتركة غارة على منطقة جنين".
من ناحية أخرى، قال الناطق الرسمي لقوى الأمن الفلسطيني، العميد أنور رجب، في بيان تعقيبُا على الحادث، إن ماحدث يُعد "تدخلًا سافرًا ومخططًا له مسبقًا من أجل خلط الأوراق وإفشال كافة الجهود التي تُبذل في سبيل حفظ الأمن والنظام واستعادة الحياة إلى طبيعتها".
واعتبر أنه "يعكس نوايا إسرائيل المبيتة لتعطيل كل مسعى وطني يسهم في حماية الشعب الفلسطيني".
حول كل هذه الأحداث، أجرينا نقاشًا أوسع ضمن برنامج "أول خبر" في مداخلة مع الدكتور محمود خلوف، المحاضر في العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في جنين.
واعتبر د.خلوف أن ما حدث عبارة عن تعقيد كبير للموقف، ووضع عثرات وصعوبات أمام الحملة الأمنية التي تنفذها السلطة الفلسطينية في مخيم جنين، لا سيما أن الشارع عمليًا كان لديه نوع من التعاطف مع المسلحين وبالذات من هم من خارج منطقة الحدث.
وأضاف أن المواطنين في المحافظات الأخرى لا يدركون حقيقة أن هناك 16 شخصًا تلاحقهم الأجهزة الأمنية وتعتبرهم من كبار المطلوبين للعدالة.
وقال إن هناك تعاطف وحديث عن أن السلطة تلاحق المطاردين في إسرائيل، وإنه لهذا السبب فإن "اغتيال 6 من المواطنين الليلة الماضية يعقد المشهد ويعزز هذه الرواية، ما يؤدي لخلط الأوراق ويعيق الحملة الأمنية الفلسطينية".
وشدد د.خلوف على ضرورة الربط بين حدثين مهمين، أولهما ما حدث ظهر أمس، حيث التقت العديد من الفعاليات الشعبية وقالت إنها تلقت ضوءًا أخضر من جميع الأطراف لتهيئة الأمور باتجاه نزع فتيل الأزمة وعودة الأوضاع الطبيعية وتذليل الصعوبات وفق القانون بما يضمن بسط سيادة السلطة على مخيم جنين، وأكد أن كتيبة جنين نشرت بيانًا أكدت فيه دعمها للمبادرة.
أما الأمر الثاني فهو أن الأسماء التي تم اغتيالها، إذا تم التدقيق فيها ومراجعتها، سنجد أنه لم يكن أي منهم من ضمن القائمة الملاحقة من قِبل السلطة، مستدركًا بقوله "لكن الرأي العام لا يدقق في هذه التفاصيل".
يُذكر أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تشن منذ أسابيع حملة على مقاومين في مخيم جنين بحجة وضع حد للانفلات الأمني.
