أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، قرارا رئاسيا بتعيين رائد عرفات أبو الحمص رئيسا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، بدرجة وزير، بالتزامن مع قرار آخر بإحالة رئيس الهيئة قدورة فارس، إلى التقاعد.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية، فإن القرارين يدخلان حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم، ويأتي تعيين أبو الحمص في وقت تشهد فيه قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية تطورات مهمة، خاصة في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة على السلطة الفلسطينية.
وتزامن إصدار القرارين مع تواصل ردود الفعل الرافضة لمرسوم سابق أصدره عباس بإلغاء القوانين والأنظمة المتعلقة بدفع مخصصات مالية لعائلات الشهداء والأسرى والجرحى.
عادل شديد: الشهداء والأسرى من الحالات المقدسة بالوعي الجمعي الفلسطيني
وللتعليق على هذين القرارين، وما أثير حولهما، أجرينا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع عادل شديد، المحلل السياسي الفلسطيني.
ويرى شديد، أن قرار الرئيس عباس، بإحداث تغيير في صرف عوائد عائلات الشهداء والأسرى والجرحى، أدت لردة فعل قوية جدا في الشارع الفلسطيني، ليس فقط نتاج حالة الانقسام التي تعوّد عليها الشارع، ولكن بقدر ما أن القرار مسّ، من وجهة نظر فلسطينية، أهم الحالات المقدسة بالوعي الجمعي الفلسطيني، وتحديدا مسألتي الشهداء والأسرى، والتي تحتل الحيز والهامش الأكبر بالميراث الوطني الفلسطيني.
وقال إن تلك الزوبعة تُوِّجت بالأمس بقرار إقالة قدورة فارس للتقاعد وتعيين رائد عرفات أبو الحمص بدلًا منه، وإن الموضوع أدى لردود فعل كبيرة وخاصة أن هناك إصرار على الاستمرار في موضوع التعاطي الضعيف مع الضغوط الإسرائيلية والغربية في موضوع الأسرى واعتباره جزءًا من ماكينة التحريض على الإرهاب.
واعتبر شديد أن هذا الأمر "عمَّق لحد كبير من ثقة الشارع الفلسطيني تجاه منظومة السلطة الحالية، والذي سينعكس إيجابيا على حضور ونفوذ حماس بالشارع الفلسطيني وتراجع ثقل حركة فتح.
من جانبه، كان فارس قد ذكر في تصريحات سابقة لإذاعة الشمس، أن هذه القضية "حساسة" ويجب أن تُناقش بشكل واسع على مستوى أعلى الهيئات الوطنية الفلسطينية، ولا تُناقش في الغرف المغلقة.
وأضاف أنه لم يتم إبلاغه رسميًا بأي قرار من هذا النوع، لافتًا إلى أن إلغاء تلك المخصصات أمر غير مقبول إطلاقا، على حد تعبيره.
طالع أيضًا:
"السلطة تحت ضغط كبير".. قدورة فارس: إلغاء مخصصات عائلات الأسرى قرار لا يُناقش في الغرف المغلقة
