مع حلول شهر رمضان المبارك، الذي يُفترض أن يكون شهر الرحمة والتسامح، يجد المجتمع العربي نفسه غارقًا في موجة غير مسبوقة من العنف والجريمة، حيث تحولت أيام الشهر الفضيل إلى مشاهد دامية تعكس استهتارًا مروعًا بحياة البشر.
ففي اليوم التاسع من رمضان، امتدت سلسلة الجرائم من الجليل إلى المثلث والنقب، مخلفة وراءها ما لا يقل عن عشرة ضحايا بين قتيل وجريح خلال ساعات قليلة، في صورة مأساوية تثير الفزع والحزن في النفوس.
مقتل شابين في زيمر وكفر قرع
وفجر اليوم الأحد، قُتل شابان في جريمتين منفصلتين، ففي زيمر، لقي خالد (جمال) غانم حتفه رمياً بالرصاص داخل مقهى، بينما قُتل أحمد نصير زحالقة (30 عامًا) في كفرقرع بعدما تعرضت سيارته لوابل من الرصاص في جريمة وقعت بفارق ساعات معدودة.
وكأن هناك إشارة غير مرئية لانطلاق دوامة العنف، تتابعت حوادث إطلاق النار بلا توقف، حيث شهد يوم السبت وحده سبع جرائم عنف متفرقة، أصيب فيها عدد من المواطنين بجروح متفاوتة الخطورة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كانت البداية في شقيب السلام، حيث أصيب شاب (20 عامًا) بجروح متوسطة في حادث عنف، تلاه حادث آخر في الزرازير أُصيب خلاله رجل (39 عامًا) بجروح مماثلة، ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، فقبل أذان المغرب بساعة، أُصيب شاب (31 عامًا) بجروح خطيرة في جريمة عنف في عرعرة.
إصابة 3 مواطنين في إكسال
وبينما كان المصلون يؤدون صلاة التراويح، اندلعت أربع جرائم عنف أخرى، في إكسال أُصيب ثلاثة أشخاص، بينهم قاصر (17 عامًا)، وفي جديدة المكر تعرّض شاب (22 عامًا) للطعن، وأُصيب رجل (47 عامًا) في رهط، بينما أُصيب شاب (19 عامًا) بجراح خطيرة جراء إطلاق نار في طمرة.
ومع اقتراب منتصف الليل، أُصيب شاب (34 عامًا) بجروح خطيرة في حادث عنف في اللد، وفي صباح الأحد، وقع حادث آخر قرب مفرق صفورية، أسفر عن إصابة شابين بجراح خطيرة.
ناقوس الخطر في المجتمع العربي
وتلقي هذه الحصيلة الدامية بظلال ثقيلة على المجتمع العربي، وتدق ناقوس الخطر حول تفشي ظاهرة العنف، ما يطرح تساؤلات ملحّة حول مسؤولية السلطات والمجتمع في التصدي لهذه الجرائم التي تسلب رمضان معناه الحقيقي.
رغم المشهد القاتم، يبقى الأمل قائمًا بأن تتكاتف جهود المجتمع والقيادات المحلية لوقف نزيف الدم، وإعادة الاعتبار لقيم التسامح والمحبة التي يُمثلها الشهر الكريم، فلا يمكن أن يُترك العنف ليصبح قدرًا محتومًا، فالمجتمع قادر على استعادة أمنه وسلامه، إن توافرت الإرادة الحقيقية للتغيير.
اقرأ أيضا