تصاعدت حدة الحرائق، الأربعاء، في أحراش جبال القدس، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة امتدت إلى عدة مواقع، وسط أجواء خماسينية حارة ورياح نشطة ساهمت في اتساع رقعتها.
والتهمت ألسنة اللهب مناطق شاسعة، واقتربت من مناطق سكنية، مما استدعى إعلان حالة الطوارئ القصوى واستنفارًا عامًا لجميع فرق الإطفاء في البلاد.
وتعاملت فرق الإطفاء الإسرائيلية مع ستة بؤر رئيسية للحرائق في منطقة جبال القدس، تتركز بشكل خاص في محيط بلدة "واحة السلام"، حيث أدى امتداد الحرائق إلى إخلاء بلدات عدة، من بينها "واحة السلام" وبلدات مجاورة، في خطوة احترازية لمنع وقوع خسائر بشرية.
ولمزيد من التفاصيل حول الأوضاع في القرى المحيطة، أجرينا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع المواطن سليم جابر من قرية أبو غوش شمال غربي مدينة القدس، والذي كانت الحرائق تبعد أمتار قليلة عن بيته.
وقال سليم جابر: "الحرائق كانت بعيدة عن بيتي حوالي 10 أمتار، كانت منازلنا محاطة من كل الجهات بالنيران والدخان، وبقدرة إلهية لم يحدث ضرر لأي شخص أو منزل أو حتى شجرة".
ووصف جابر المشهد قائلا: "كأنها جهنم، دخان كثيف، كنا خائفين على منازلنا وأهلنا".
السيارات الإطفائية تنتشر في محيط البلدة
وأوضح أن هناك سيارات إطفائية منتشرة في محيط البلدة، متوجها بالشكر إلى الطواقم الإطفائية التي سيطرت على الحرائق أبو غوش، موضحا أنهم "كانوا على أهبة الاستعداد لإطفاء الحرائق".
وأكد أن هناك طاقم إطفاء محلي ولكنه لا يملك الأجهزة القوية، وأن هناك شباب من المتطوعين قدموا المساعدة.
وحول وقوع حرائق مشابهة من قبل، أكد سليم جابر أن أبو غوش تعرضت لحريقين مشابهين قبل سنوات، لكن حينها احترقت بعض المنازل.
دعوة للسكان للابتعاد عن مناطق الخطر
ودعت السلطات السكان إلى التعاون مع قوات الأمن، والالتزام بتعليماتهم، والابتعاد عن مناطق الخطر، كما شددت على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي أعمدة دخان عبر الاتصال برقم الطوارئ 102.
طلب مساعدات دولية لمواجهة الكارثة
ذكر بيان مشترك صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزارة الأمن القومي، ووزارة الخارجية، أنه "في أعقاب الحاجة التشغيلية العاجلة التي حددها مفوض الإطفاء والإنقاذ، أصدر رئيس الحكومة نتنياهو تعليماته لمجلس الأمن القومي بقيادة جهود المساعدة الدولية، بطائرات مكافحة الحرائق، بالتعاون مع وزارة الأمن القومي ووزارة الخارجية".
وقال البيان إن "وزارة الخارجية تواصلت مع الدول في الدائرة المباشرة؛ بما في ذلك اليونان وقبرص وكرواتيا وإيطاليا وبلغاريا".