في تطور جديد ينذر بتصعيد سياسي ودبلوماسي حاد، كشفت وكالة "رويترز" عن مضمون تقرير سري موسع أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يؤكد أن إيران نفذت أنشطة نووية سرية باستخدام مواد غير معلن عنها في ثلاثة مواقع تخضع لتحقيق دولي منذ سنوات.
وأعدّ التقرير، الذي وُصف بـ"الشامل"، استجابة لطلب من مجلس محافظي الوكالة المكوّن من 35 دولة في نوفمبر الماضي، في إطار تحضير الحلف الغربي، بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، لطرح قرار رسمي خلال اجتماع المجلس في 9 يونيو الجاري.
أول تحرك منذ 20 عامًا
ويُعد هذا التحرك الأول من نوعه منذ نحو 20 عامًا، لإعلان عدم امتثال إيران لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وقد أثارت نتائج التقرير ردود فعل غاضبة في طهران، حيث رفضت وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات، معتبرة أنها مسيسة، وتوعدت باتخاذ "إجراءات مناسبة" ضد أي تحرك غربي.
فيما حذر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في اتصال هاتفي مع المدير العام للوكالة، رافايل غروسي، من استغلال التقرير لأهداف سياسية، مشددًا على أن طهران سترد بحزم.
ووفقًا للتقرير، فإن الوكالة لا تزال تعتبر تعاون إيران "أقل من المستوى المُرضي"، وتواصل السعي للحصول على تفسيرات بشأن آثار يورانيوم عُثر عليها في موقعي "ورامين" و"لويزان-شيان"، في حين جرى تخزين مواد نووية ومعدات ملوثة في الموقع الرابع "تورقوز آباد" خلال الفترة بين 2009 و2018.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
المواقع الثلاثة الرئيسية شهدت تجارب سرية ضمن برنامج نووي غير معلن
ويشير التقرير إلى أن المواقع الثلاثة الرئيسية شهدت تجارب سرية ضمن برنامج نووي غير معلن حتى أوائل الألفينات، تضمن استخدام قرص معدني من اليورانيوم مرتين في عام 2003 في "لويزان-شيان" لإنتاج مصادر نيوترونية، وهي خطوة تستخدم عادة في تجارب أولية تتعلق بتطوير الأسلحة النووية.
ويرجّح دبلوماسيون أن يؤدي هذا التقرير إلى تصعيد دبلوماسي جديد، وقد يتم رفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي إذا استمرت إيران في رفض التعاون الكامل مع الوكالة.
وفي حال اتخاذ مثل هذه الخطوة، يُتوقع أن تعاود طهران تسريع برنامجها النووي كما فعلت في أعقاب "توبيخات" سابقة، ما سيزيد من تعقيد المحادثات الجارية مع واشنطن بشأن إحياء الاتفاق النووي.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه إيران أنها تسعى لاستخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية فقط، فإن القوى الغربية ترى في هذا التصعيد مؤشرًا جديدًا على نية طهران تطوير قدرات عسكرية نووية في الخفاء، ما يعيد الأزمة النووية الإيرانية إلى واجهة التوتر الدولي مجددًا.
اقرأ أيضا
إيران تتلقى مقترحًا نوويًا أمريكيًا جديدًا عبر وساطة عُمانية