شهدت مدينة أم الفحم، فجر اليوم الاثنين، حادث طعن، أسفر عن مقتل سيدة في العقد الخامس من عمرها، وإصابة أخرى في العقد الثالث.
وجاء في بيان الناطق بلسان نجمة داوود الحمراء : " في الساعة 02:23 فجرا، تلقى مركز الطوارئ 101 التابع لنجمة داوود الحمراء بلاغا عن إصابتين في أعقاب حادثة عنف وقعت في مدينة أم الفحم".
مقتل سيدة على يد ابنها في أم الفحم
وأعلن الطاقم الطبي التابع لنجمة داوود الحمراء الذي وصل الى المكان أن امرأة في الخمسينات من عمرها كانت دون علامات حياة، وتعاني من جراح نافذة ، وأُعلن عن وفاتها في المكان.
فيما قام طاقم آخر من نجمة داوود الحمراء كان متواجدا في المكان، بتقديم العلاج الطبي الأولي لشابة أخرى تبلغ من العمر نحو 30 عاما، والتي أُصيبت بجراح متوسطة، وتم نقلها إلى مستشفى "هعيمك" في العفولة لتلقي العلاج.
تفاصيل الحادث وإصابة زوجة المشتبه به
من جانبه، قال المسعف محمد أبو الروب من نجمة داوود الحمراء: "رأينا امرأة في الخمسينات من عمرها ممددة على الأرض، فاقدة للوعي، وتُعاني من جراح خطيرة في أنحاء مختلفة من جسدها، أجرينا فحوصات طبية، لكن للأسف الشديد كانت إصاباتها بالغة ولم يكن أمامنا سوى إعلان وفاتها، كما أن الطواقم الأخرى التي كانت في المكان قدّمت العلاج لامرأة أخرى تبلغ نحو 30 عاما، والتي أُصيبت بجراح متوسطة وتم نقلها إلى المستشفى."
وقال الناطق بلسان الشرطة: "تمكّنت عناصر شرطة لواء الساحل من محطة أم الفحم من السيطرة على المشتبه به الذي طعن والدته حتى الموت، وطعن زوجته الحامل في مراحل متقدمة، بل وحاول أيضا الاعتداء على رجال الشرطة، وذلك في حي عين إبراهيم في أم الفحم، وتم تحييد المشتبه به من قِبل أفراد الشرطة واعتقاله".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
الشرطة تحقق في الحادث
وفتح أفراد شرطة لواء الساحل من محطة أم الفحم تحقيقا قبل وقت قصير بعد تلقي بلاغ عن إصابة امرأة تبلغ نحو 60 عاما بجراح طعن داخل شقتها، وهي والدة المشتبه به، حيث أُعلن عن وفاتها في المكان من قِبل الطواقم الطبية، كما أُصيبت امرأة أخرى زوجته بجراح متوسطة، وهي حامل في مرحلة متقدمة، وتم نقلها لتلقي العلاج الطبي.
ووصلت عناصر الشرطة إلى المكان فور تلقي البلاغ، وبدأت بعمليات تمشيط، وبعد وقت قصير عثرت داخل الشقة على المشتبه به وهو مغطى بالدماء وحاول الاعتداء على أفراد الشرطة بواسطة جسم حاد، إلا أن الشرطة وبفضل تدخلها الحازم والمهني تمكنت من تحييده والسيطرة عليه واعتقاله.
نقل طفل صغير بمكان الحادث إلى الرفاه الاجتماعي
كما عثرت أفراد الشرطة في غرفة أخرى داخل الشقة على طفل صغير كان نائما في سريره، فتولّوا مسؤوليته واحتضنوه إلى حين تسليمه لجهات الرفاه الاجتماعي.
من جانبه، أجرى قائد لواء الساحل، اللواء يحيئيل بوهدانا، تقييما للموقف في المكان برفقة القيادات، ووجّه شكره لرجال الشرطة على أدائهم المهني، وحزمهم، وإصرارهم على المواجهة حتى تحييد واعتقال المشتبه به.
ومن المقرر أن تطلب الشرطة اليوم من المحكمة تمديد توقيف المشتبه به، البالغ من العمر 28 عاما ومن سكان أم الفحم.
رئيس بلدية أم الفحم يستنكر جريمة القتل ويطالب بمحاسبة الجهات المقصّرة
وفي أعقاب الجريمة البشعة التي هزت مدينة أم الفحم، عبّر رئيس بلديتها، الدكتور سمير محاميد، عن استنكاره الشديد وأسفه العميق لما وصفه بـ"الحدث الجلل" الذي أودى بحياة أم وإصابة زوجة الجاني بجراح بالغة أمام أطفالهما، مشددًا على أن هذه المأساة لم تصدم فقط أهالي أم الفحم، بل المجتمع بأكمله.
وأكد محاميد في تصريحاته لبرنامج أول خبر على راديو الشمس، أن الضحية وعائلته كانوا معروفين ومتابَعين من قبل قسم الرفاه الاجتماعي، وأن الأطفال كانوا ضمن أطر تربوية خاضعة لإشراف القسم، ما يطرح تساؤلات مؤلمة حول فشل المنظومة كاملة في حمايتهم، من الشرطة إلى البلدية إلى الرفاه الاجتماعي.
وأضاف أن الجريمة وقعت رغم هذه المتابعة، ما يدفع إلى فحص شامل للأسباب واستخلاص العبر.
ورغم ذلك، شدد على أن قسم الرفاه في أم الفحم معروف بمهنية طاقمه، ومشهود له بجهوده في العمل الاجتماعي، لكن المشكلة أوسع من جهاز واحد، فهي تتعلق بتكامل عدة أجهزة ومؤسسات، مؤكداً أن البلدية ليست الجهة الوحيدة المسؤولة، بل هي جزء من منظومة متكاملة يجب أن تتحمّل جميعها المسؤولية.
وانتقد رئيس البلدية أداء الشرطة والحكومة المركزية، مشيراً إلى غيابهم في وقت الحاجة، مقابل حضورهم المتكرر عند تنفيذ أوامر الهدم، قائلاً: "صار الوزير وزير الهدم، والشرطة لا نراها إلا عندما يهدمون بيوت الناس".
وأوضح محاميد أن العائلة معروفة بسمعتها الطيبة، وأن الحديث عن خطورة الجاني يجب أن يتم بمهنية وسرية، مع الحفاظ على كرامة العائلة وحقوق الأطفال الذين باتوا اليوم بحاجة ماسّة لمتابعة وحماية.
كما أشار إلى أن قسم الرفاه الاجتماعي يواصل متابعة أوضاع الأطفال والأم المصابة التي تواصل معها القسم، وأكد أنها في وضع مستقر وتستطيع الحديث.
واختتم محاميد تصريحه بالتشديد على أن هذه الفاجعة يجب أن تكون جرس إنذار، ليس فقط لأم الفحم، بل لكل الجهات المعنية، وأنه لا بد من تقييم حقيقي وجدي لكل منظومة الحماية الاجتماعية، من أجل عدم تكرار مثل هذه الجرائم المروّعة.
اقرأ أيضا