منصات التواصل الاجتماعي أصبحت مؤثرًا كبيرًا في حياة الأطفال والمراهقين، وخاصة في مجال الجمال والعناية بالبشرة.
ولكن، كما تكشف دراسة حديثة من جامعة نورث ويسترن الأمريكية، فإن تأثير هذه المنصات قد يكون سلبيًا على الصحة الجلدية للأطفال والمراهقين، حيث يدفعهم لتجربة منتجات قد تكون غير مناسبة لأعمارهم وقد تحمل مخاطر صحية.
في هذا التقرير، نعرض أبرز نتائج هذه الدراسة التي ألقت الضوء على محتوى منصات التواصل الاجتماعي وتأثيره على روتينات العناية بالبشرة للمراهقين.
تأثير منصات التواصل الاجتماعي على روتينات العناية بالبشرة
أظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة نورث ويسترن أن منصات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع الأطفال والمراهقين على استخدام منتجات عناية بالبشرة معقدة قد لا تتناسب مع أعمارهم. شملت الدراسة تحليل 100 فيديو على منصات التواصل، حيث ظهر العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و18 عامًا وهم يستخدمون منتجات تحتوي على مكونات قد تضر البشرة.
التفاصيل المثيرة:
وجد الباحثون أن هذه الروتينات تشمل ما متوسطه 11 مكونًا نشطًا، مما يزيد من خطر الإصابة بحساسية الجلد وزيادة الحساسية لأشعة الشمس. ومع ذلك، فإن 25% فقط من هذه الروتينات تضمنت واقيات الشمس، وهو عنصر أساسي في روتين العناية بالبشرة.
المكونات الشائعة في منتجات العناية بالبشرة
من أبرز المكونات النشطة التي ظهرت في الدراسة هي أحماض ألفا هيدروكسي (AHAs)، وهي مقشرات كيميائية خفيفة تهدف إلى توحيد لون البشرة وإعطائها مظهرًا أكثر شبابًا.
لكن هذه الأحماض تجعل البشرة أكثر عرضة لأضرار أشعة الشمس، مما يتطلب استخدام واقي شمس يوميًا للحماية.
التأثيرات الجانبية:
رغم الفوائد المحتملة لهذه الأحماض، إلا أنها يمكن أن تسبب آثارًا جانبية مثل الاحمرار والجفاف، خاصةً عند استخدامها بشكل مفرط.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب بعض المكونات الأخرى مثل النياسيناميد في تهيج البشرة عند الاستخدام المستمر.
خطر العطور والمكونات المسببة للحساسية
أظهرت الدراسة أن أكثر من نصف المنتجات التي تم تحليلها تحتوي على العطور، وهي مسبب شائع لالتهاب الجلد التماسي التحسسي.
كما تم العثور على 20 مكونًا غير نشط آخر معروف بأنه يسبب الحساسية. هذه المكونات قد تؤدي إلى تفاعلات جلدية غير مرغوب فيها، خاصة بين الأطفال والمراهقين الذين قد لا يدركون مخاطر الاستخدام المفرط لهذه المكونات.
المعلومات المضللة والمحتوى على منصات التواصل الاجتماعي
تعاني منصات التواصل الاجتماعي من مشكلة كبيرة تتمثل في المعلومات المضللة، خاصةً بين منشئي المحتوى الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يروجون لمنتجات دون فهم علمي كافٍ أو وعي بالمخاطر التي قد تحملها بعض المكونات. ذلك يعرض الفتيات والمراهقين لخطر استخدام منتجات غير ملائمة أو ضارة للبشرة.
التوصيات:
ينبغي زيادة الوعي لدى الشباب حول مخاطر العناية بالبشرة المفرطة، كما من المهم أن يتم دعمهم بالمعلومات الصحيحة من قبل متخصصين في مجال العناية بالبشرة.
بينما تعتبر منصات التواصل الاجتماعي مصدرًا رئيسيًا للإلهام في عالم الجمال والعناية بالبشرة، فإن تأثيراتها على الأطفال والمراهقين قد تكون ضارة في كثير من الأحيان.
من الضروري أن يكون هناك مزيد من الوعي حول المكونات المستخدمة في المنتجات التي يتم الترويج لها، بالإضافة إلى ضرورة تعزيز التعليم حول كيفية التعامل مع هذه المنتجات بشكل آمن وصحيح.
طالع أيضًا