قال د. مصطفى البرغوثي، أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن "إسرائيل تستغل انشغال الإعلام بالحرب مع إيران، للتغطية على جرائمها في فلسطين، بما في ذلك قتل وإصابة عشرات الفلسطينيين من منتظري المساعدات بقطاع غزة من ناحية، وتحويل معظم قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة إلى سجون مغلقة، من ناحية أخرى".
وأضاف البرغوثي، في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس: "إسرائيل تستغل انشغال الإعلام بالحرب مع إيران، للتغطية على الجرائم التي ترتكبها في فلسطين.. المشهد واضح، لا يوجد فيه مفاجآت عما توقعناه مرارًا وتكرارًا من قبل نتنياهو وكتبنا عنه وتحدثنا عنه".
وأضاف البرغوثي متحدثا عن رئيس الحكومة الإسرائيلية:
"هذا الرجل يرى نفسه زعيم إمبريالية جديدة تريد أن تسيطر على الشرق الأوسط بكامله، والهدف من تحركاته الأخيرة وافتعال هذه الحرب مع إيران واضح".
أهداف نتنياهو واستراتيجية الهيمنة
ويرى أمين عام المبادرة الوطنية، أن نتنياهو لديه 3 أهداف؛ وهي وفقا للبرغوثي:
أولا، يظن أنه بهذه الطريقة يساعد على تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق أهدافه في غزة وغير غزة وفي الضفة الغربية أيضًا.
ثانيًا، يعتقد أنه بهذه الطريقة يكسر أي مقاومة لفرض الهيمنة الإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط بكاملها.
ثالثًا، يريد أن ينفذ أحلامه منذ أربعين عامًا، وهو أمر كتب عنه وتحدث عنه مؤخرًا، بأن ينفذ هذه الاستراتيجية، استراتيجية الهيمنة والسيطرة ونفي الوجود الفلسطيني.
واعتبر د.مصطفى أن نتنياهو "لا يخفي مقاصده، بل ينفذها بشكل منتظم، لكن من الواضح أيضًا أن كل هذا لم يكن بإمكان إسرائيل أن تقوم به دون الدعم المطلق والكامل من قبل الولايات المتحدة".
الدعم الأمريكي وازدواجية المعايير الغربية
وأشار إلى أن تكرار "نمط ازدواجية المعايير الغربية"، كان واضحا في بداية العدوان على غزة، مضيفا "رأيناها في حرب الإبادة الجارية، حيث يتم تطبيق معايير مختلفة على بلدان مختلفة، والآن رأيناها مرة أخرى عندما يجري الحديث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في الوقت الذي هي بدأت فيه الهجوم".
واستطرد قائلا: نحن نواجه حالة خطيرة لأن الأمر لن يقتصر على إيران، وهناك الآن حديث عن خطر انفجار صراع بين إسرائيل وتركيا في الأيام القادمة".
واستنكر البرغوثي فكرة أن يسمح الجمهور الإسرائيلي لنتنياهو بأن "يجرهم إلى كل هذه المآسي"، مضيفا "لكنني لا أفاجأ بأن الرأي العام في إسرائيل الآن داعم له بشكل كبير".
كيف انتعش نتنياهو سياسيا بعد أحداث أكتوبر؟
كما استنكر أن "نتنياهو الذي بعد أحداث السابع من أكتوبر كان يُعتقد أنه قد يكون هذا الحدث مسمارًا أخيرًا في نعشه السياسي، الآن ينتعش شعبيًا وسياسيًا ويتعامل وكأنه الزعيم الواحد، وحتى أقطاب المعارضة لا يعارضون ما يحدث".
ولفت إلى أن هناك إجماع في الساحة السياسية الإسرائيلية العامة، موضحا أن "هناك انحرافًا فاشيًا لا يقتصر على بن غفير وسموتريتش، بل يمتد إلى أحزاب المعارضة الإسرائيلية التي هي عاجزة عن مواجهة نتنياهو لأنها لا تختلف معه أصلًا، سواء في موضوع غزة، ولا الإبادة الجماعية، ولا مؤامرة التطهير العرقي، ولا العدوان على إيران".
