حذّر المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري من خطورة استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي، مُشيرًا إلى أن الأشهر القادمة قد تكون الفرصة الأخيرة لتشكيل موقف فلسطيني موحد وفاعل.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "تركيز القيادة الفلسطينية على الانتظار والبقاء بدلاً من الفعل والمبادرة، يعني الاكتفاء بدرء المخاطر دون توظيف الفرص المتاحة، مُحذراً من أن استمرار الأمور على هذا النحو سيؤدي إلى وضع سيئ للغاية".
وأوضح: "الأشهر القادمة قد تكون الفرصة الأخيرة لتشكيل موقف فلسطيني موحد وفاعل، قادر على قطع الطريق أمام السيناريوهات البديلة، سواء كان ذلك استمرار الاحتلال أو فرض وصاية عربية أو دولية على قطاع غزة، أو حلول تفرضها إسرائيل".
الطريق الوحيد لإفشال المخططات
وشدد "المصري" على أن الطريق الوحيد لإفشال هذه السيناريوهات هو تشكيل حكومة وفاق وطني فلسطينية تحظى بدعم عربي ودولي، وتفرض نفسها تدريجياً على إسرائيل والولايات المتحدة.
وتابع: "الظواهر السلبية الحالية رغم محدوديتها من حيث القوة، إلا أن معناها عميق وخطير، فهي تعكس تحول القضية الفلسطينية إلى ملف إنساني وأمني فقط، في ظل غياب مسار سياسي جديد وفشل المسارات السابقة".
ردة الفعل الرسمية أقل من المطلوب
واستطرد: "التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية إنسانية أو أمنية يترك فراغاً خطيراً تحاول إسرائيل أو أطراف أخرى ملؤه، ظواهر مثل أبو شباب وما حدث في الخليل تأتي في هذا السياق، كما أن غياب دور القيادات والفصائل يفتح المجال أمام عناصر مجتمعية وعائلية واقتصادية لتلبية احتياجات الناس، يمنح هذه الظواهر وزناً متزايدًا".
وشدد "المصري" على أن غياب مؤسسة وطنية جامعة ووحدة فلسطينية ورؤية واضحة، يجعل ردة الفعل الرسمية الفلسطينية أدنى من المطلوب بكثير، ويفتح المجال للفراغ الذي تملؤه قوى محلية أو خارجية.
وأكد أن الحل يكمن في وجود قيادة واحدة وبرنامج وطني ومؤسسة واحدة، لأن الأخطار الإسرائيلية تهدد الجميع ولا تطرح حلولاً مقبولة للفلسطينيين.
