تعرّض المحامي عزات عثمان، ابن قرية أبوغوش، لعملية اختطاف واعتداء مُغرض على يد مجموعة من المستوطنين بحماية الجيش، أثناء زيارته أرض موكّله الفلسطيني في محيط مستوطنة ارائييل - سلفيت - بالضفة الغربية.
كان عثمان يتابع إجراءات قانونية تهدف إلى وقف استيلاء المستوطنين على تلك الأرض، بعدما اقتلعوا عشرات أشجار الزيتون وشقّوا طريقاً ترابياً وأقاموا جداراً لفرض أمر واقع جديد.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا الحادث، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" مع المحامي عزات عثمان، والذي روى لنا تفاصيل ما حدث معه في يوم السبت 28 يونيو، إذ تعرض لاعتداء عنيف من قِبل مجموعة من المستوطنين في منطقة سلفيت، أثناء زيارته لموقع أرض موكله.
وأوضح عثمان، الذي يعمل في قضايا الأراضي بالضفة الغربية، أنه ذهب لمعاينة الأرض التي استولى عليها المستوطنون وقاموا بشق طريق فيها وتسييج جزء منها، وقال "لدي عمل كثير في الضفة بهذه المواضيع"، في إشارة إلى تكرار مثل هذه الانتهاكات.
عثمان: أحد المستوطنين كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا
وأضاف أنه عند وصوله إلى الموقع، لاحظ وجود مبانٍ مؤقتة وكرافانات تابعة للمستوطنين، وحين حاول العودة بسيارته اعترضه أحد المستوطنين وبدأ الحديث معه، وسرعان ما تطور الموقف، إذ اقترب منه عدد آخر من المستوطنين، وطلبوا منه إبراز هويته، مدعين أنهم يتبعون للجيش، وأشار عثمان إلى أن أحدهم كان يرتدي زيًا عسكريًا ويحمل سلاحًا، وطلب منه فتح نافذة السيارة، وبعد جدال سلّمه الهوية.
واستطرد موضحا أنه تم إبلاغه بأنه "موقف أو محجوز حاليًا حسب أمر الجيش"، ثم طُلب منه النزول من السيارة، ليظهر لاحقًا شخص مسلح آخر عرّفه عثمان بأنه مسؤول الأمن في مستوطنة أريئيل، ثم بعد فترة قصيرة، طلبوا منه الوقوف جانبًا وقاموا بتقييد يديه باستخدام مصفد، حسب تعبيره.
وأكد المحامي الفلسطيني أنه لم يحاول المقاومة رغم تصاعد العنف، موضحا أن المستوطنين بدأوا بالاعتداء عليه بالضرب، وسقط هاتفه منهم، ثم قاموا بتفتيش سيارته وقطعوا كابل كاميرات التصوير.
وصول الشرطة بعد ساعة ونصف من الحادثة
وأضاف: استمر الوضع على هذا الحال حتى وصلت الشرطة بعد ساعة ونصف من الحادثة، حيث كان من بينهم شرطي عربي يُدعى سادي غانم.
وأشار إلى أنه رغم حضور الشرطة، لم يتخذوا أي إجراء فعلي ضد المعتدين، بل بدا عليهم الخوف من المستوطنين، حسب وصف عثمان، الذي يقول: "الشرطة ما بتحسبوا حساب، الشرطة خافوا منهن".
طلب عثمان من الشرطة، حسب روايته، أن يصطحبوه معهم خوفًا من تعرضه لمزيد من العنف، لكنهم رفضوا وأبقوه في الموقع حتى وصول الجيش.
وعند وصول الجيش، أكد أنه تم تقييد يديه وتغطية عينيه، وتعرض لمزيد من الاعتداء خلال فترة الانتظار.
المعتدون ينتمون إلى مجموعة "شباب التلال"
ولفت عثمان إلى أن المعتدين كانوا من مجموعة تُعرف باسم "شباب التلال"، وعددهم تراوح بين ثلاثة إلى خمسة، بالإضافة إلى شخصين مسلحين أحدهما مسؤول الأمن في أريئيل.
أصيب عثمان في صدره وظهره نتيجة الضرب، وتم نقله لاحقًا إلى معسكر الجيش حيث فحصه الطبيب وأوصى بنقله إلى المستشفى.
ووصف المحامي الفلسطيني، من قاموا بالاعتداء عليه قائلا: "هؤلاء وحوش بمعنى الكلمة، أي تصادم أو مواجهة معهم سوف تنتهي بالعنف، وهم مدعومون من الشرطة والجيش".
وفي نهاية حديثه، أكد عزت عثمان أنه تقدم بشكوى رسمية حول الاعتداء، مشددًا على ضرورة توعية الناس بخطورة هذه الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين، ودور الجهات الأمنية الإسرائيلية في حمايتهم أو التواطؤ معهم.