يعتصم موظفو بلدية الناصرة لليوم الثالث على التوالي أمام مبنى البلدية، احتجاجًا على تأخر دفع رواتبهم التي لم تُصرف منذ أكثر من خمسة أشهر، وسط غياب تمثيل نقابي أو لجنة موظفين شرعية.
ولمزيد من التفاصيل حول الموضوع، تواصلنا ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، مع عدد من موظفي البلدية، ومنهم محمد أبو أحمد، أحد المحتجين، والذي قال: "نشعر وكأننا أيتام، لا أحد يساندنا، ولا توجد جهة تُمثلنا أمام أي مؤسسة أو إدارة.. لا حزب، ولا نقابة، ولا قيادة".
وأوضح أن الموظفين نظموا أنفسهم بشكل فردي، دون رعاية رسمية، مؤكدا أن خيار الإضراب غير وارد حاليًا: "نحن لا قدرة لنا على الإضراب الكامل لأننا نخشى من خصومات إضافية على رواتبنا المتأخرة أصلًا، حيث أن القانون لا يتيح لنا تنفيذ إضراب شرعي دون جسم نقابي يعطي الغطاء القانوني".
وأكد محمد أحمد أنه رغم وجود لجنة مُعيّنة من وزارة الداخلية لإدارة البلدية، إلا أن الموظفين أنهم لم يتمكنوا من لقاء رئيس اللجنة، يعقوب إفراتي.
موظفو البلدية: حتى الآن لم نعرف الرئيس الجديد
ومن جانبها، تقول جومان فاهوم، مديرة قسم المسنين في البلدية: "حتى اليوم، لم نعرف رئيس البلدية الجديد، لم يعرّف نفسه، لم يستقبل أحد، وكل من حاول التواصل معه قوبل بالرفض أو التجاهل".
وأضافت: "أنا توجّهت عبر القائم بأعمال المدير العام، ورفعت طلبًا موقعًا من مئة موظف، ومع ذلك لم أتلقَ حتى الآن أي رد، لا رسمي ولا شفهي. نحن نعيش معاناة حقيقية".
أوضاع صعبة لموظفي البلدية وعائلاتهم
جومان تروي كيف انعكست الأزمة على تفاصيل الحياة اليومية للموظفين قائلة:
"صار لنا عيدين وصيف بلا رواتب، أطفالنا يطلبون مخيمات صيفية ونحن لا نملك حتى أجرة الطريق، والموظف أصبح يسأل أبناءه أن يتحمّلوا معه بدلًا من أن يفرّحهم".
وتتابع: "في ناس كسرت التوفير، في ناس أخذت قروض، والآن البنوك ترفض أي مساعدة ولا حتى تقسيط".
المحتجون أشاروا إلى وجود قرار سابق من المحكمة يُلزم البلدية بتخصيص 70% من دخلها لصرف الرواتب، لكن القرار لا يُطبق. وأوضح محمد: "حتى لما فكرنا نصعّد ونقفل البلدية، قلنا رح يجيبوا لنا شرطة، إحنا بس بدنا نعيش".
وبينما يتجاهل المسؤولون الرد، يحاول الموظفون اليوم تشكيل لجنة تمثيلية تطوعية، في محاولة أخيرة لإيجاد قناة اتصال.
مديرة قسم المسنين: نحن لا نطالب برفاهية.. فقط الاحترام والكرامة
وتقول جومان:
"البلدية مكوّنة من طابقين، وأنا أعمل في الطابق الأول، ولا أعلم هل الرئيس يجلس في الطابق الثاني أم لا، هذه هي المسافة التي تفصلنا عنه حرفيًا ومعنويًا".
وتختتم فاهوم: "نحن لا نطالب برفاهية، فقط بأن نتقاضى رواتبنا مع الاحترام والكرامة، وأن يُعامل الموظف كإنسان".
