قال الأب بشار فواضلة، كاهن رعية اللاتين في بلدة الطيبة قضاء رام الله، إن قطعان المستوطنين ما زالت تمارس اعتداءاتها العنيفة على القرى الفلسطينية شرق رام الله من المغيّر حتى الطيبة، مرورًا بكفر مالك والمزرعة الشرقية وأبو فلاح وبرقة، وصولًا إلى هجمات مباشرة على مقدسات دينية ككنيسة الخضر.
وأوضح الأب فواضلة، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن الاعتداءات المتكررة تحمل رسائل واضحة من المجموعات الاستيطانية المتطرفة، مفادها: "هذه الأرض لنا وليست لكم".
وأضاف: "يحاولون مصادرة وتدمير كل ما هو فلسطيني: المحاصيل، البيوت، المقابر، إلى أن وصلت النيران التي أشعلوها إلى محيط كنيسة الخضر، أقدم معلم في البلدة".
وأكد الأب فواضلة أن كنيسة الخضر كانت مهددة بالحرق لولا يقظة أهالي البلد ورجال الإطفاء، معتبرًا أن هذه الجريمة تتجاوز المساس بالحجارة، وتمس بكرامة الإنسان والمقدسات.
وقال: "الإنسان هو أقدس ما نملك، وإذا كانوا يحرقون الأماكن المقدسة والمقابر، فهم لا يرون حرمة لأي شيء، لا للموتى ولا للأحياء".
وأشار إلى أن الهجوم الأخير تزامن مع زيارة تاريخية لرؤساء الكنائس في القدس إلى كنيسة الخضر، بمشاركة أكثر من 20 ممثلًا دبلوماسيًا.
واعتبر هذه اللحظة "رسالة قوية للعالم بأننا لسنا طارئين ولا أقلية، بل جزء أصيل من هذه الأرض منذ ألفي عام"، مضيفا : "نحن مسيحيون فلسطينيون وفلسطينيون مسيحيون وُلدنا على هذه الأرض، ولسنا جالية، وجودنا ثابت كأشجار الزيتون".
وتحدث الأب فواضلة عن حملة ممنهجة تتدرج من تدمير أشجار الزيتون وسرقة تنكات وخزانات المياه، وصولًا إلى حرق المعالم التاريخية، وقال: "هكذا بدأت الاعتداءات على قرى مجاورة، هجوم بعد هجوم، حتى وصلوا وسط القرى".
كما كشف عن تواصل ثلاث مرات مع السلطات الإسرائيلية، تحديدًا مع قيادة بيت إيل، دون أي استجابة أو إجراء حقيقي لوقف الاعتداءات.
وذكر أن بعض التهدئة بدأت خلال الأيام الأخيرة نتيجة ضغط رؤساء الكنائس والمجتمع الدولي، لكنه حذر من وهم الهدوء وقال: "موسم الزيتون يقترب، ونحن نريد أن نصل إلى حقولنا بأمان هذا أقل حقوقنا".
وأكد في نهاية حديثه على استمرار المبادرات الدينية والدبلوماسية لحماية الوجود الفلسطيني، قائلًا: "نحن هنا، وسنبقى هنا إلى الأبد، جذورنا في الأرض لا تُقتلع".