وصفت الصحفية الفلسطينية أمل حبيب الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها كارثية وغير مسبوقة، مؤكدة أن القطاع يشهد مرحلة متقدمة من المجاعة، وسط غياب كامل للمساعدات وانهيار في المنظومة الصحية.
وقالت حبيب في مداحلة عبر أثير اذاعة الشمس ضمن برنامج يوم جديد
"هو يوم جديد على غزة بعد يوم دامٍ.. الناس تموت من الجوع، الأطفال يحتضرون، والعائلات تدفن أحباءها من القهر، ولا أحد يشعر بالشبع".
وأضافت أن الكارثة تتركز اليوم في شمال القطاع، حيث تُرصد مشاهد قاسية بين "الدم والطحين".
عشرات لا يزالون تحت الأنقاض، وكثيرون مفقودون. ومع دخول اليوم، باتت أسئلة الناس تدور حول سعر كيلو الطحين، وإمكانية دخول المساعدات.
وحذّرت من أن هذه المجاعة أصعب من سابقتها: "لأنه لم تعد لدينا مؤونة حتى نقاوم بها. لا ماء، لا خضار، لا شيء. فقط نشرب الماء، والمرضى لا يجدون سريرًا".
كما نقلت حبيب نداءً عاجلاً عن مدير مستشفى الشفاء، د. محمد أبو سلمية، الذي قال فيه: "أستحلفكم بالله لا تذهبوا لمراكز المساعدات، هذه مصائد للناس".
واختتمت أمل بكلمات تقطر ألمًا:
"في قلبي نار لا تُرى. شعور العجز أمام صغاري يقتلني. هل يسمع أحد صوت بطونهم الخاوية؟ هل يسمعنا أحد؟".
غزة تغرق في المجاعة والموت البطيء
في شمال القطاع، تتفاقم الكارثة مع توسّع رقعة الجوع، وازدياد أعداد الضحايا الذين يسقطون خلال محاولتهم الوصول إلى مساعدات نادرة.
بحسب منظمات أممية، يعيش أكثر من 2.1 مليون فلسطيني في ظروف تهجير قسري داخل مناطق لا تتجاوز 12% من مساحة القطاع، بينما تصنّف مناطق واسعة ضمن المرحلة الثالثة من مؤشر المجاعة، وهي مرحلة تسبق الانهيار التام.
وأكدت التقارير الحقوقية أن عشرات المدنيين قُتلوا خلال الأيام الأخيرة أثناء وجودهم قرب نقاط توزيع الغذاء، نتيجة إطلاق نار مباشر أو قصف، فيما تعجز المنظومة الصحية عن التعامل مع الجرحى أو مرضى سوء التغذية، وسط نقص حاد في الوقود والأدوية والمياه النظيفة.