وسط قصف يومي عنيف ومجاعة غير مسبوقة منذ أربعة أشهر، ينقل محمود الشافعي من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة صورة مأساوية للحياة اليومية.
حيث تتفاقم معاناة العائلات مع ندرة الطعام وارتفاع أسعار الطحين إلى أرقام خيالية تتجاوز ستين دولاراً للكيلوجرام الواحد، ما يجعل الحصول على الخبز حلمًا بعيد المنال لمعظم الأسر.
وأضاف الشافعي في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "الأطفال لم يعودوا قادرين على الوقوف، والناس يموتون جوعاً وعطشاً دون أن يتحرك ضمير العالم، غزة المجوَّعة، أطفالها يموتون جوعًا أمام أعين المجتمع الدولي الذي يغني بالقوانين الإنسانية".
ويصف الشافعي مشهداً يومياً مؤلماً، حيث تصطف مئات العائلات أمام نقاط توزيع المساعدات التي كثيراً ما تتحول إلى ما أسماه "مصائد موت"، نتيجة استهداف الطائرات والمدفعية لتجمعات المدنيين، كما حدث في منطقة الشاكوش مؤخراً.
وأوضح: "الأطفال لم يعد لديهم مكان آمن أو إمكانية للتعلم بعد أن انهارت منظومة التعليم والصحة بالكامل، وحتى المؤسسات القليلة المتبقية عاجزة عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات التعليمية، فقد أصبح التعلم ترفًا، وأطفالنا تحولوا إلى طوابير الجوع بدلاً من مقاعد للدراسة".
ونوّه إلى استمرار حالة الذعر والخوف مع تكرار القصف في جميع أنحاء القطاع، بما فيها المناطق التي صُنفت ذات يوم أنها آمنة، مثل دير البلح التي تحولت بدورها إلى منطقة منكوبة بعد موجة نزوح جديدة وتعرضها المدمر القصف البري والجوي.
كما أشار الشافعي إلى تشتت عمل المؤسسات الدولية كمنظمة الغذاء العالمي والعجز عن إيجاد مناطق آمنة أو تقديم الحماية أو الغذاء الكافي.
واختتم الشافعي مناشدًا المنظمات الدولية ومجلس الأمن والرأي العام العالمي التحرك العاجل قائلاً: "نحن غير قادرين على تحمل ساعة إضافية من الجوع والموت، ونحتاج لوقف فوري للمأساة في كل قطاع غزة".