أكدت يافا أبو عكر، الصحفية والمراسلة من قطاع غزة، أن الأوضاع الإنسانية في القطاع وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من المجاعة والانهيار المعيشي، مشيرة إلى أنه خلال خمسة أشهر لم يدخل البيوت أي نوع من اللحوم أو الخضار، ولا دقيق، ولا حليب للأطفال، ولا حتى أبسط الاحتياجات الأساسية.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "وصلنا لمرحلة لا نستطيع خلالها أن نعطي أطفالنا حتى وجبة دسمة أو الحليب، نضطر غالبًا لخلط القليل من النشا مع الماء في الرّضعة، وكل هذه التفاصيل أثرت على الجميع".
الجوع جزء من الحياة اليومية
وتابعت: "حرمان الأهالي من أدنى مقومات التغذية أصبح أمرًا اعتياديًا، حتى بات الناس ينامون جوعى في الشوارع، أنا واحدة من الناس، أم ولدي أطفال، وأشعر بشعور الجوع يوميًا، وغالبًا أضحي كي أطعم أطفالي".
أشارت يافا إلى الدعاية الإسرائيلية التي تروج لوجود ما يكفي من الطعام، ووصفت ذلك بأنه "كلام غير صحيح إطلاقًا، قطاع غزة مجوَّع وأبناؤه يعانون الجوع الحقيقي".
وتابعت: "حليب الأطفال مفقود بالكامل، الأطفال يموتون في المستشفيات أمام أعيننا وعظامهم بارزة من شدة الهزال. حتى الطعام البديل غير ممكن، ونضطر أحيانًا لإطعام الرّضّع شوربة عدس أو ماء بالنشا بدل الحليب."
سيطرة إسرائيلية على سوق السلع
تَطرقت يافا إلى النفوذ الإسرائيلي على سوق السلع الغذائية في القطاع، مؤكدة أن الاستيراد يخضع لتجارٍ محدّدين يتعاونون مع إسرائيل: "خمسة فقط من التجار الكبار يُسمح لهم بإدخال المواد الغذائية لغزة بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي وتحقيق مكاسب على حساب ألم الناس".
وشددت على أن معظم المخازن دُمّرت في الاجتياحات الأخيرة لرفح وخان يونس، وأن القطاع فقد أيضاً بنيته الاجتماعية والاقتصادية، مضيفة: "لم تعد هناك مخابز أو مصانع أو مؤسسات تقدم المساعدة بشكل مهني ومستمر؛ هناك فقط مؤسستان تحت رقابة مشددة من الجانب الإسرائيلي".
وختمت يافا شهادتها بالتأكيد: "أقسم بالله العظيم أن الجوع في غزة حقيقي ويفوق الخيال."