أكد عضو الكنيست ورئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، أن ما تعيشه مدينة يافا من مشاهد احتجاجية توحدت فيها الأصوات نصرة لغزة، جاء بفضل تضحيات وصمود أطفال وأهالي القطاع، قائلاً: "يجب أن نشكر أطفال غزة وأهل غزة الذين جمعونا في مدينة يافا في ظروف حزينة جداً ومؤلمة".
وأشار عباس إلى أن هذه الوقفة تأتي رفضاً لسياسة التجويع والتقتيل اليومي التي تمارسها إسرائيل ضد أهالي غزة، مجدداً مطالبته للحكومة الإسرائيلية بوقف الحرب فوراً.
وشدد على أهمية الكلمة الموحدة في مواجهة استمرار الحرب وسياسة تهجير السكان والتجويع الممنهجة، قائلاً إن حكومة إسرائيل وأعضاؤها يتحملون المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الكارثية الحالية، مؤكداً استمرار مشروع التهجير، ومتعهداً بمواصلة الضغط من أجل إنهاء الحرب وإيجاد حلول سياسية توقف معاناة سكان القطاع.
هل تكون معاناة غزة حافزا لتجاوز الانقسامات السياسية؟
وأوضح منصور عباس أن معاناة غزة يجب أن تكون محفزاً لتجاوز الانقسامات السياسية بين الأحزاب العربية، قائلاً: "غزة جمعتنا ومكنتنا من الاجتماع في رباعية لم تجتمع منذ أربع سنوات. يجب أن نستمر في لقاءات رباعية، حتى ننجز أولاً اتفاقاً سياسياً يحدد ما هي أهدافنا السياسية".
وبيّن أن التجربة الأخيرة برهنت على الحاجة إلى تحالف سياسي حقيقي أو على الأقل اتفاق على برنامج سياسي موحّد لمواجهة التحديات، مضيفاً أن الاختلاف في الرؤى بين الأحزاب لا ينبغي أن يشكّل عائقاً أمام وحدة الصف في القضايا المصيرية والدفاع عن حقوق المجتمع العربي في وجه السياسات الإقصائية والتحريض.
مرحلة جديدة من العمل السياسي والشراكة
وتطرّق عباس في حديثه إلى الانتقادات والمناكفات على شبكات التواصل الاجتماعي، موضحاً أن الغالبية العظمى من المجتمع تميل للتفاعل مع توجهات سياسية مختلفة والدعوة لقبول التعددية في حالة الأحزاب العربية.
وأشار إلى أهمية الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي والشراكة ضمن قواعد واضحة، قائلاً: "انتهينا من عهد التشكيك والتشهير، والأحزاب اليوم تتعامل بعضها مع البعض بندِّية وقبول وشرعية لكل اجتهاد سياسي".
وأكد عباس أن المطلوب اليوم تجاوز المهاترات وسوء الفهم والتركيز على قضايا المصير المشترك في مواجهة الحرب والتهجير والتجويع في غزة، موجهاً نداءً بكلمة موحدة أمام السياسات الإسرائيلية؛ معتبراً أن الضغط الشعبي والسياسي معاً هو الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل وإنقاذ قطاع غزة من الكارثة المستمرة.
د. أحمد الطيبي: القائمة العربية المشتركة ضرورة شعبية وسياسية
من جانبه، أكد الدكتور أحمد الطيبي، رئيس كتلة الجبهة والعربية للتغيير، على أهمية إعادة القائمة العربية المشتركة، واعتبرها ضرورة شعبية وسياسية. وأضاف أن أكثر من 85% من الشارع يطالب بالوحدة، مُضيفًا: "القائمة المشتركة تزيد نسبة التصويت وعدد المقاعد وبالتالي تضعف حظوظ حكومة نتنياهو".
وتابع: "رغم وجود خلافات بين الأحزاب، يمكن دائماً التوصّل لمعادلات وتوافقات، بشرط أن يُدار الخلاف بشكل حضاري وتتوقف المناكفات الكلامية".
وشدد على ضرورة البدء بخطوات عملية من الآن وعدم انتظار إعلان الانتخابات، ودعا إلى عقد اجتماعات موسعة بين الأحزاب لإنجاز الوحدة الفعلية على الأرض.
أكد الدكتور أحمد الطيبي أن الانتخابات القادمة تمثل فرصة ذهبية لإعادة بناء القائمة العربية المشتركة وتوحيد صفوف الأحزاب العربية.
وشدد على أن الوحدة تعني رفع نسبة التصويت وزيادة التأثير السياسي العربي بما يخدم القضايا المركزية للمجتمع العربي ويفرض معادلة جديدة في الكنيست.
