أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوجود مجاعة حقيقية في غزة.
وقال ترامب "لا أتفق مع نتنياهو بأنه لا يوجد مجاعة في غزة.. الأطفال يعانون جوعا شديدا، نرى ذلك بوضوح ولا يمكن تزييف ذلك.. يمكننا إنقاذ الكثير من الأرواح، لذا سنزيد من عملية توزيع المساعدات".
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "اول خبر"، على إذاعة الشمس، مع البروفيسور حسين الديك، المختص بالشأن الأمريكي، والذي قال إن هذه التصريحات تؤسس لمرحلة جديدة في ما يتعلق بالملف الإنساني في قطاع غزة.
وأضاف: "واشنطن اتخذت قرارها وحسمت أمرها، بالتنسيق مع نتنياهو حول إدخال المساعدات بطريقة عادية، بدون الاستعانة بمؤسسة غزة، والاعتماد على المنظمات الدولية المتخصصة والعاملة في هذا المجال داخل القطاع كما كان يحدث سابقًا".
ترامب يمنح نتنياهو الضوء الأخضر
ويرى "الديك" أن ترامب منح الضوء الأخضر لنتنياهو لتوسيع العملية العسكرية، ومواصلة سياسات ضم المناطق الشمالية والشرقية من غزة نحو السيادة الإسرائيلية.
وأوضح البروفيسور الديك أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن وجود موافقة أمريكية ضمنية على اقتراحات نتنياهو بشأن الضم، ضمن سعي الرئيس الأمريكي للتماهي مع أجندات أحزاب اليمين المتطرفة في الحكومة ولضمان استمرار الائتلاف.
واستطرد: "حتى الخلافات هامشية وتم الاتفاق عليها بين نتنياهو وترامب، وتعتبر مجرد تبادل أدوار ولا تعكس ضغطاً أمريكياً حقيقياً على إسرائيل لتغيير جوهري في سياساتها".
و نوّه إلى أن الاستراتيجية الأمريكية تجاه غزة تقوم على توافق عام مع إسرائيل فيما يخص الجوانب السياسية والأمنية، مع إبقاء المسائل الإنسانية ضمن الحد الأدنى لترتيب الأوضاع دون ممارسة ضغط فعلي على تل أبيب.
ملفات عديدة أمام ترامب
وأكد الديك أن ترامب يواجه ملفات دولية أخرى، مثل أوكرانيا وإيران، لم يحقق فيها اختراقاً ملموساً حتى الآن، ولذلك يركّز على إبراز إنجازاته الاقتصادية والتجارية، خاصة الاتفاقيات مع الصين وأوروبا، والتي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي الداخلي، بما ينسجم مع شعاره "أمريكا أولاً".
وشدد "الديك" على أن السياسات الأمريكية الراهنة ليست استثناء في عهد ترامب، بل تتّسق مع الخطوط العامة للسياسة الخارجية الأمريكية، مضيفاً أن دور المؤسسات الأمريكية يظل قائماً، رغم صورة الرجل القوي المنفرد بالقرار التي يصنعها ترامب إعلامياً.