وجّه البابا ليو الرابع عشر، اليوم الخميس، نداءً إنسانيًا مؤثرًا خلال أول قداس لعيد الميلاد يترأسه منذ توليه البابوية، حيث خصص جزءًا كبيرًا من عظته للتنديد بالأوضاع الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، وقد تميز خطابه بعبارات مباشرة وغير معتادة، متجاوزًا الطابع الروحاني التقليدي للقداس، ليضفي عليه لمسات سياسية وإنسانية واضحة.
كلمات مؤثرة في كاتدرائية القديس بطرس
في كلمته بكاتدرائية القديس بطرس، تساءل البابا بنبرة تأثر عميقة: "كيف لنا ألا نفكر في الخيام في غزة، التي ظلت لأسابيع مكشوفة أمام المطر والرياح والبرد؟"، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
وأضاف أن مشاهد الركام والجروح المفتوحة التي تخلفها النزاعات تعكس هشاشة السكان العُزّل الذين يواجهون ويلات الحروب المتواصلة، مشددًا على أن هذه الأوضاع تترك آثارًا غائرة في الوجدان الإنساني.
دعوة متجددة للسلام العالمي
خطاب البابا جاء في ختام عام اتسم بالصراعات المريرة، لكنه حمل بارقة أمل بسلام مرتقب في غزة. وكان الحبر الأعظم قد دعا مطلع الأسبوع الجاري إلى "هدنة عالمية ليوم واحد"، وهي الدعوة التي لم تلقَ استجابة في مناطق أخرى مثل أوكرانيا حيث يستمر القتال، مما دفعه إلى تجديد دعوته للسلام العالمي من فوق شرفة الكاتدرائية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
الميلاد كرمز للإيمان والإحسان
واستبق البابا احتفالات الميلاد بقداس مساء الأربعاء، حيث وصف المناسبة بأنها احتفال بـ "الإيمان والإحسان والأمل"، محاولًا لمّ شمل العالم حول القيم الإنسانية المشتركة في ظل الانقسامات الراهنة، وأكد أن الميلاد يجب أن يكون مناسبة لتجديد الالتزام بالرحمة والتضامن بين الشعوب.
وفي بيان صادر عن الفاتيكان عقب القداس، جاء فيه: "إن كلمات البابا ليو الرابع عشر تعكس التزام الكنيسة الكاثوليكية بالوقوف إلى جانب الشعوب المتألمة، والدعوة إلى إنهاء معاناة المدنيين في غزة عبر حلول سلمية عاجلة."
وبهذا الخطاب، وضع البابا ليو الرابع عشر بصمته الأولى في تاريخ عظاته البابوية، جامعًا بين الروحانية والإنسانية، وموجهًا رسالة قوية للعالم بأن السلام ليس خيارًا ثانويًا، بل ضرورة إنسانية ملحّة.
طالع أيضًا:
وسط توتر مع إسرائيل..بابا الفاتيكان الجديد يدعو لوقف الحرب في غزة
