اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ثمانية مشتبهين على خلفية جريمة مقتل الشابة شريهان مشلب (35 عامًا)، الليلة الماضية، بعد إطلاق نار داخل منزلها في قرية أبو سنان بمنطقة الجليل.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية في برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع نائلة عواد، مديرة جمعية نساء ضد العنف، والتي وجّهت صرخة مؤلمة بخصوص جرائم قتل النساء في المجتمع العربي.
وأضافت: "الأرقام المتزايدة ليست مجرد إحصائيات بل تجسيد لمآسي حقيقية لعائلات وأفراد، والتبلد المجتمعي أمام تكرار الجريمة وتحول الكثيرين إلى موقف المتفرج، ليس بالأمر الجديد بل نتيجة لعقود من الصمت".
"كل ضحية ورائها قصة"
كما شددت على أن كل رقم يحمل وراءه قصة وكيانًا إنسانيًا كان من حقه الحياة، إلا أن التكرار المؤلم للجرائم وعدم الكشف عن هويات الجناة، خاصة أن أكثر من 63% من جرائم قتل النساء الفلسطينيات لم يتم الكشف عن هوية المجرم، مما تسبب في زيادة من حالة الغموض والعجز.
وتابعت: "وراء كل رقم امرأة قُتلت هناك قصة حياة كان يجب أن تستمر، وهذا التبلد والصمت جريمة مضاعفة."
تعقد المشهد
وأشارت إلى تعقد المشهد في ظل تصاعد الجريمة المنظمة وسياسات التعتيم، حيث يتم أحيانًا منع نشر أسماء الضحايا أو الفاعلين، فتتضاعف الجريمة بين قتل الجسد وقتل الحكاية، مضيفة أن النساء لا يواجهن الخطر فقط كمواطنات في مجتمع ذكوري، بل أيضاً كأقلية فلسطينية تدفع ثمن سياسات عنصرية وفاشية وحروب.
نائلة عواد: الجمعيات النسوية ليست المسؤولة وحدها
وانتقدت عواد تحميل الجمعيات النسوية وحدها مسؤولية المواجهة، معتبرة ذلك "ورقة التوت التي تغطي عورات المجتمع ومؤسساته"، وأكدت أنه لا يمكن لأي طرف أن يتحدث عن الحرية أو العدالة وهو ساكت عن قتل النساء.
وذكرت أن الجمعيات النسوية تصرّ، رغم الغموض، على تسمية الأمور بمسمياتها، وتعتبر جميع النساء ضحايا العنف المجتمعي، أياً كان الدافع أو السلاح المستخدم، ودعت إلى تحمّل جماعي للمسؤولية، ومواجهة التخاذل المجتمعي وعدم الاكتفاء بالكلام، بل العمل الحقيقي لحماية النساء من العنف والموت.
