في الذكرى العشرين لمجزرة شفاعمرو، يستعيد مارون بحوث، ابن الشهيد ميشيل بحوث، تفاصيل الذكرى المؤلمة التي لم تفارقه يوماً، فلم يكن فقد والده حدثاً في حياته، بل ذكرى يومية يعيشها مع كل مناسبة وكل لحظة يتمنى فيها أن يكون والده حاضراً إلى جانبه.
يروي مارون، في حديثه لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن عملية التعرف على مصير والده في ذلك اليوم كانت مليئة بالقلق والانتظار المضني حتى ساعات المساء، حيث ظل متابعاً للأخبار حتى تأكد من هول الفاجعة التي ألمّت بالأسرة والمدينة.
تطرق مارون إلى أن شقيقه كان يعمل على ذات خط الحافلات المعتاد، لكن في يوم المجزرة اضطر لتبديل نوبة عمله بسبب مناسبة عائلية، ليكون في المكان الخطأ في الزمان الخطأ.
وأبدى استغرابه من تغييب لجنة المتابعة عن الحدث حينها، مؤكداً أن الذكرى الرسمية للمجزرة ظلت لسنوات بدون الحضور الذي يليق بضحاياها، قائلاً: "مثل هذا الحدث لا يليق أن يُحيى بكلمات عابرة ووضع أكاليل الزهور فقط".
من شفاعمرو إلى غزة: الدم واحد
وأكد مارون أن مجزرة شفاعمرو، "شأنها شأن المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من دير ياسين حتى غزة اليوم، هي نتيجة لنفس العقلية المتطرفة والفكر العسكري والقومي المتشدد".
كما أشار إلى أن هذه الأحداث ليست معزولة، معتبرا أنها امتداد لسلسلة طويلة من العنف المنظم ضد الفلسطينيين.
وأوضح أن العائلة تمسكت بتعريف ما جرى كعملية إرهابية رغم محاولات الدولة حصر القضية في إطار إصابة عمل أو الاعتبار المالي من التعويضات، مشدداً: "كان عندنا خط واضح أن هذه عملية إرهابية ولن نسمح بتغيير توصيفها".
وانتقد مارون غياب المسؤولين الإسرائيليين عن المشاركة في مراسم الذكرى السنوية، رغم الاستنكار اللفظي الذي أعقب المجزرة في حينها.
مارون بحوث: لن نغلق ملف الشهداء حتى تحاسب الدولة القاتل والداعمين
وأعرب عن استغرابه لكون البيئة التي احتضنت القاتل أصبحت اليوم جزءاً من منظومة الحكم وتحتل مواقع مؤثرة داخل الدولة.
كشف مارون كذلك عن أن الملف القانوني للمجزرة تم إغلاقه بمعرفة السلطات الإسرائيلية؛ حمايةً لمصالحها، وأكد أن الشرطة كانت تملك كل المعلومات المتعلقة بالقاتل وأين كان يُقيم ومَن ساعده، لكن جرى التعتيم على الحقائق حتى لا تُفتح ملفات مماثلة لقضايا أُخرى.
وأضاف بحوث: "ما زلنا نطالب بكشف كل التفاصيل ومحاسبة المسؤولين، فمثل هذه القضايا لا يجب أن تُطوى، لأنه لا عدالة في وطن يُعاقب الضحية ويُبرِّئ الجلاد".
ينتهي مارون بالتشديد على أهمية الذكرى، ليس فقط للحفاظ على حق الشهداء، بل لمواصلة النضال من أجل العدالة ومنع تكرار المأساة ضد أي فلسطيني.