تجددت مأساة النازحين في قطاع غزة، مع اجتياح الأمطار الغزيرة والرياح العاتية لمخيمات الإيواء المؤقتة، لتضيف فصلاً جديدًا من المعاناة الإنسانية المتفاقمة، خصوصًا في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث غرقت خيام مئات العائلات بفعل السيول وأمواج البحر، في مشهد يعكس هشاشة الواقع المعيشي الذي يرزح تحته السكان.
وأفادت مصادر محلية بأن مياه الأمطار اقتحمت خيام النازحين وأتلفت ما تبقى من مقتنياتهم البسيطة، من أغطية وفرش ومواد غذائية، وسط عجز كامل عن توفير بدائل، في ظل نقص حاد في مستلزمات الإيواء والتدفئة والرعاية الصحية.
آلاف العائلات وكبار السن مهددون بمضاعفات صحية خطيرة
ومع انخفاض درجات الحرارة، باتت آلاف العائلات، وبينها أطفال ومرضى وكبار سن، مهددة بمضاعفات صحية خطيرة.
في موازاة الكارثة الإنسانية، تواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي في مختلف مناطق قطاع غزة.
غارات جوية تستهدف بيت لاهيا
فقد شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت منطقة الشيخ زايد شرق بيت لاهيا شمال القطاع، والمناطق الشرقية لمخيم البريج وسطه، إضافة إلى مخيم جباليا شمالًا.
كما أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي نيرانها باتجاه منازل الفلسطينيين شمال مدينة رفح، فيما تعرضت المناطق الشرقية لمدينة خان يونس لقصف مدفعي مكثف، بالتزامن مع غارات جوية على مدينة رفح جنوب القطاع.
وأكدت مصادر طبية ومحلية سقوط عدة إصابات في صفوف النازحين جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، ما زاد من حالة الخوف والهلع بين السكان الذين لا يجدون ملاذًا آمنًا.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
969 خرق إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار منذ 10 أكتوبر الماضي
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ما مجموعه 969 خرقًا، أسفرت عن ارتقاء 418 فلسطينيًا وإصابة 1141 آخرين.
وأكد المكتب أن هذه الانتهاكات تمثل تجاوزًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتقويضًا لجوهر وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني المرافق له.
لقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب اليوم
وفي تطور سياسي لافت، تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي من المتوقع أن يركز على المرحلة الثانية من خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وترتيبات ما يُعرف باليوم التالي في القطاع، وسط تباين واضح في المواقف داخل المؤسسة الإسرائيلية بشأن مستقبل غزة.
ووصل نتنياهو الى فلوريدا تمهيدا للقاء مرتقب مع ترامب لمناقشة ملفات امنية عدة ابرزها الملف الايراني والمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وكشفت بيانات الطيران أن الطائرة التي أقلّت نتنياهو، مرّت عبر أجواء 3 دول موقّعة على نظام روما الأساسي، رغم صدور مذكرة توقيف بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.
يُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم بوساطة مصر وقطر وتركيا، يستند إلى خطة من 20 نقطة طرحها ترامب، غير أن استمرار الخروقات العسكرية، إلى جانب تفاقم الكارثة الإنسانية، يضع علامات استفهام كبيرة حول فرص تثبيت التهدئة وتحسين الأوضاع المعيشية للمدنيين في القطاع المحاصر.
ومساء الأحد، طالب القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي الإدارة الأميركية بالضغط على نتنياهو، وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بكل جوانبه.
وأكد مرداوي أن الحركة تريد استكمال بنود الاتفاق، والالتزام بالانتقال إلى المرحلة الثانية، مشددا على ضرورة أن تكون لجنة إدارة قطاع غزة فلسطينية وليست ممرّا للوصاية.
اقرأ أيضا