عملت طواقم الإطفاء والإنقاذ من محطة نوف هجليل، على إخماد حريق شب في مخزن بالطابق الأرضي من مبنى سكني من طابقين في الرينة.
وأفاد كايد ظاهر الناطق الرسمي للإعلام العربي في سلطة الإطفاء والإنقاذ، بأنهم تمكنوا من احتواء الحريق ومنع انتشاره لمبان سكنية أخرى، ولم يبلغ عن إصابات.
وعلى إثر الحريق تم تداول عدة أقاويل حول أن المخزن كان مخصصا لبيع وتوزيع غاز الضحك، وللحديث حول هذه الأقاويل، كانت لنا مداخلة مع د. وليد حداد، المحاضر والباحث في علم الإجرام والمعالج لحالات الإدمان، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر".
وتحدث "حداد" بالتفصيل عن ظاهرة استخدام غاز أكسيد النيتروز المعروف بـ"غاز الضحك"، مشيراً إلى أنه غاز غير قابل للاشتعال، وهو ما يؤكد عليه في مواجهة بعض الشائعات.
سبب الانفجارات: الضغط العالي
وأوضح أن الانفجارات التي قد تحدث بسبب هذه العبوات تعود لارتفاع درجة الحرارة والضغط الداخلي للعبوات المعدنية التي تحتوي الغاز، وليست نتيجة لاحتراق الغاز نفسه.
وبيّن حداد أن هذا الغاز يُستخدم قانونياً في الطبخ، خاصة في تجهيز الحلويات والكعك، لكن المشكل يكمن في سوء الاستخدام، حيث يتم استخراجه واستنشاقه بصورة تؤدي إلى الهلوسة المؤقتة وفقدان التحكم، وهي حالة خطرة خاصة على المدى القصير.
وأكد أن انتشاره في الأسواق والاستعمال العشوائي يحول مادة آمنة نسبياً في الطبخ إلى خطر حقيقي عند استنشاقها.
وأشار إلى أن هذا النوع من المواد إلى جانب مواد أخرى موجودة في الاستخدامات الطبخية والتنظيف، تكون مواد سامة إذا ما أساء الناس استخدامها، ومن هنا يأتي مصطلح "سوء الاستخدام" الذي يسبب المشكلة، لافتاً إلى وجود كم هائل من عبوات أكسيد النيتروز المهملة في الأماكن العامة، خصوصاً في الشوارع في المجتمع العربي، مما يدل على الانتشار الواسع لهذه الظاهرة.
ارتفاع التعاطي في ظل الضغوط
وحول تأثير الأوضاع السياسية والاجتماعية، قال د. حداد إنه منذ عامين شهدنا ارتفاعا في تعاطي المخدرات بأنواعها، ويعود ذلك بشكل كبير إلى الضغوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تؤثر على الناس.
وأشار إلى أن وزارة الصحة تتابع عن كثب عدد حالات الإدمان والزيادة في الطلب على أدوية معينة مثل البركوسيت، الوكسيكونتيني، الليركا، والفنتانيل التي تستخدم كمهدئات ومسكنات، وأنه كان هناك ارتفاع ملحوظ في استخدامها خلال الفترة الأخيرة.
انخفاض تهريب الحشيش وزيادة المخدرات الكيميائية
وحذر من أن شدة الرقابة على الحدود البرية والانشغال الأمني في السنوات الأخيرة أدى إلى انخفاض تهريب الحشيش من لبنان وسيناء، مما تم تعويضه بزيادة تدفق مخدرات كيميائية مثل الكوكايين والكراك من خلال المطارات، وهي مخدرات خطيرة أكثر بالآثار، خصوصاً بالنسبة للمتعاطين الجدد الذين باتت لهم خيارات محدودة بسبب صعوبة الوصول إلى الحشيش.
وأوضح د. حداد أن الكوكايين والمواد الكيماوية الأخرى دخلت بشكل متزايد عن طريق الطيران والمطارات، بعد تقلص التهريب عبر الحدود البرية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة. وأضاف أن المخدرات الكيميائية تعد أشد خطورة وأن المتعاطين ينتقلون إليها بعدما تقلص تهريب المواد التقليدية، ما يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة والأمن المجتمعي.
كما أكد أن متابعة هذه الظاهرة تتطلب المزيد من الجهود والتوعية، بالإضافة إلى مضاعفة الرقابة وتوفير بدائل علاجية داعمة للمدمنين، ويجب أن يكون هناك تحرك جدي من جميع الجهات المختصة لمواجهة هذا التحدي المتزايد.