أكد الدكتور يسري خيزران، المؤرخ والمحاضر في معهد ترومان، أن إنشاء دولة درزية مشروع غير قابل للتنفيذ، حتى لو حظي بدعم إسرائيلي.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "الواقع السوري الحالي يؤدي إلى تحصيل حاصل في التقسيم، حيث يتمتع الأكراد في شمال شرق سوريا بحكم ذاتي، بينما الدروز في محافظة السويداء يسيرون فعليًا نحو إدارة ذاتية في منطقة الجبل بظل النظام السوري الحالي".
وتابع: "لكن السؤال الأكبر يبقى حول ما إذا كان هناك توجه نحو شرعنة هذا التقسيم على المستوى الدولي، وهو أمر معقد اقتصاديًا وأمنيًا".
مشروع الدولة الدرزية: خلفيات وأبعاد
أكد "خيزران" أن مشروع إنشاء دولة درزية في جبل العرب ليس جديدًا، بل تعود جذوره إلى فترة سابقة، حيث دعاه مسؤولون إسرائيليون قدامى كجزء من استراتيجية تقسيم الشرق الأوسط للسيطرة على المناطق الطائفية.
وأضاف أن المنظومة الإقليمية تخشى من المشروع، ولن تسمح بإنشاء دويلات طائفية أخرى مثل الدولة الدرزية أو الكردية لأنها تفكك الخارطة السياسية القائمة.
الواقع الأمني والسياسي في السويداء
أشار "خيزران" إلى أن الدروز يرفضون التعايش مع نظام حكومي يقيم على الإقصاء والتكفير، وأنهم متمسكون بحكم ذاتي، خاصة بعد تعرضهم لهجمات بالأسلحة المختلفة وخطف لأبناء طائفتهم.
وأوضح أن هناك فرقًا شاسعًا بين لا مركزية إدارية يمكن القبول بها ولا مركزية سياسية، وأن الدروز والأكراد يطالبون بحكم ذاتي حقيقي لأسباب أمنية واقتصادية.
تداعيات الأزمة السورية والإقليمية
وقال "خيزران" إن أحمد الشرع يسعى لتثبيت أقدامه عبر إنشاء إدارة وجيش متجانس، لكنه يفتقر إلى مشروع إصلاحي حقيقي لحل الأزمة السورية، مع أن هناك دعمًا دوليًا محدودًا له.
كما حذر من انعكاس هذا الواقع على لبنان حيث تمسك الشيعة بسلاحهم بحجة مواجهة المد الجهادي، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة.