ينظم المحامون العرب وقفة احتجاجية، في تمام الساعة الواحدة من ظهر اليوم الأربعاء، أمام مجمع المكاتب الحكومية في الناصرة، للمطالبة بوقف فوري لحرب الإبادة، والتجويع، والتطهير العرقي التي ترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية والقدس.
ووجهت الدعوة للمحامين للحضور بالزي الرسمي للمهنة، تعبيرًا عن التضامن المهني والدعم للحقوق الفلسطينية ومناهضة الممارسات القمعية، بالتعاون مع مراكز حقوقية بارزة مثل عدالة، ميزان، مساواة، والمنتدى الحقوقي المنبثق عن لجنة المتابعة العليا، إضافةً إلى قائمة درب الكرامة والنزاهة في نقابة المحامين.
ولمزيد من التفاصيل حول هذه الوقفة الاحتجاجية، كانت لنا مداخلة ضمن برنامج "اول خبر" مع المحامي حسين أبو حسين، حيث عبر عن قلقه العميق من حالة التهديد المستمر التي يعيشها المحامون، خاصة العرب منهم، في الداخل الفلسطيني.
وأكد أن الانتهاكات القانونية المتكررة التي تستهدف الفلسطينيين لم تقتصر على أفراد محددين بل طالت كافة فئات المجتمع، من صحفيين إلى أطباء ومحامين، مع تعرضهم لاعتقالات تعسفية ولائحة اتهامات، ما خلق جواً من الخوف والضغط المستمر على الجميع.
وأوضح أبو حسين أن ما يحدث اليوم في غزة والضفة الغربية والقدس هو أكثر من مجرد انتهاكات عادية؛ بل وصفها بـ"الإبادة الجماعية" بكل أبعادها، مع التركيز على أن التجويع والترحيل القسري استُخدما كأسلحة محرمة بموجب القانون الدولي.
ورغم محاولات بعض الجهات التقليل من هذه الجرائم ووصفها بأنها مبالغات أو تحريض، فإن أبو حسين أكد أن المعاناة واضحة لكل من يشاهد المشاهد الأليمة، وأن حتى الأطفال يدركون حجم المأساة دون الحاجة لفهم المصطلحات القانونية أو قوانين حقوق الإنسان.
وأشار المحامي إلى أن البعض من المجتمع الفلسطيني في الداخل يعيشون حالة من الانعزال والفكر الضيق، معتبرين أن الأحداث تدور حولهم فقط، لكن الحقيقة أن القضية أعمق وأوسع، على حد قوله، وأن "الشمس لا تشرق إلا من الشرق" كما يقول.
وأشار إلى أن جرائم الجيش الإسرائيلي لن تختفي عن أنظار العالم، وأن هناك مساءلة أخلاقية وقانونية تنتظر الشعب الفلسطيني أمام الأجيال القادمة التي ستسأل عن موقفهم من هذه الانتهاكات.
وأكد الحقوقي الفلسطيني أن الصمت لم يعد خياراً مقبولاً في ظل ما يجري، وأن الوقت حان لتحرك جاد وواضح من أجل إدانة هذه الجرائم على المستويات المحلية والدولية.
دعا كذلك إلى مسؤولية جماعية للتحرك وتوحيد القوى الحقوقية والمهنية لمواجهة هذه التحديات، ورفض الممارسات الإسرائيلية التي تفتك بحقوق الإنسان الفلسطيني.
في نهاية حديثه، دعا أبو حسين المحامين وكل المهنيين الفلسطينيين إلى التكاتف والصمود، مؤكدًا أن العدالة والحرية لن تتحقق دون مواجهة شاملة ومستدامة مع الجيش الإسرائيلي وجميع أدواته. وأكد أن الوقوف الصامت أمام هذه الجرائم "سيحاسبون عليه أمام ضمير الأجيال القادمة ورب العالمين".