أُعلن صباح اليوم الأحد في قرية مشيرفة بمنطقة وادي عارة، عن وفاة الشابة نور خالد قاسم صوالحة (22 عامًا)، متأثرة بجراحها الخطيرة التي أصيبت بها في جريمة إطلاق نار وقعت يوم الجمعة الماضي داخل منزلها، في حادثة جديدة تهز المجتمع العربي وتسلط الضوء على تصاعد العنف الدموي.
نهاية مأساوية في مستشفى رمبام
نُقلت صوالحة إلى مستشفى "رمبام" في مدينة حيفا عقب إصابتها، حيث خضعت للعلاج المكثف، إلا أن حالتها الحرجة لم تمهلها طويلًا، لتُعلن وفاتها صباح اليوم. زوجها، الذي أُصيب معها في نفس الحادثة، لا يزال يتلقى العلاج، وسط ترقب من العائلة والمجتمع المحلي لتطورات حالته الصحية.
حزن عميق في المشيرفة وتضامن شعبي واسع
سادت حالة من الحزن والأسى في قرية المشيرفة فور انتشار نبأ الوفاة، وتوافد عدد كبير من الأهالي إلى منزل عائلة الضحية لتقديم واجب العزاء ومواساة ذويها في مصابهم الجلل.
والجريمة أثارت موجة غضب واستنكار، خاصة أنها وقعت داخل منزل الضحية، ما يعكس حجم الانفلات الأمني الذي تعاني منه البلدات العربية.
ولمتابعة كل ماما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تحقيقات مستمرة والشرطة تنصب الحواجز
أعلنت الشرطة أنها فتحت تحقيقًا في الحادثة عبر محطة أم الفحم، مؤكدة أن الجريمة وقعت في منطقة طلعة عارة واستهدفت رجلًا وامرأة داخل منزل.
وأوضحت أنها باشرت بجمع الأدلة بالتعاون مع محققي الطب الشرعي، ونصبت حواجز تفتيش في محيط المنطقة، إلى جانب عمليات بحث عن المشتبه بهم. حتى الآن، لم تُكشف خلفية الجريمة، والتحقيقات لا تزال جارية.
164 قتيلًا منذ مطلع العام: أرقام تنذر بالخطر
بوفاة نور صوالحة، ترتفع حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ بداية العام إلى 164 قتيلًا، بينهم 17 امرأة. وتشير الإحصاءات إلى أن 139 من الضحايا قُتلوا بإطلاق نار، و83 منهم كانوا دون سن الثلاثين، بينهم ثلاثة أطفال لم يبلغوا سن الـ18. كما قُتل تسعة أشخاص على يد عناصر من الشرطة، ما يثير تساؤلات حول آليات التعامل الأمني مع هذه الجرائم.
دعوات للتحرك: "الدم لا يجب أن يُترك بلا مساءلة"
في تعليق على الحادثة، قال الناشط المجتمعي أحمد أبو الهيجاء: "ما يحدث في بلداتنا تجاوز حدود القلق إلى مرحلة الخطر الحقيقي.
لا يمكن أن تبقى أرواح الناس رهينة لتقاعس أمني أو غياب الردع. نطالب بخطة شاملة لمكافحة الجريمة، تبدأ من حماية البيوت وتنتهي بمحاسبة كل من يعبث بالأمن العام."
بين الألم والغضب، المجتمع يطالب بالنجاة
جريمة المشيرفة ليست مجرد رقم جديد في سجل القتلى، بل صرخة مدوية في وجه واقع يتطلب تدخلًا عاجلًا. وبينما تُشيّع نور إلى مثواها الأخير، يبقى الأمل معقودًا على أن تتحول هذه الفاجعة إلى نقطة تحول في مسار مواجهة العنف، لا مجرد خبر عابر في يومٍ جديد من النزيف.
طالع أيضًا: