أكد الدكتور محمود خلوف، أستاذ الإعلام السياسي في الجامعة العربية الأمريكية، أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عملية القدس لا مبرر لها، خاصة وأن العملية انطلقت من مناطق تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة في مناطق "B".
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "فشل هذه العملية هو فشل أمني إسرائيلي بامتياز، والحديث عن دور السلطة الفلسطينية أو القضاء عليها يعكس فقط توجهًا للتسويق الداخلي السياسي الإسرائيلي، والهدف منها امتصاص غضب اليمين".
وأشار خلوف إلى أن الحالة الأمنية في الضفة الغربية شهدت اختلافًا ملحوظًا بعد السابع من أكتوبر، خاصة في المناطق التي لم تكن تشهد حراكًا مسلحًا مثل مناطق الوسط والشمال، حيث أعادت إسرائيل فرض حصار خانق على القرى والبلدات، محاصرة رام الله ومحيطها، بهدف فرض عقاب جماعي على الفلسطينيين، -على حد قوله-.
سيناريوهات المستقبل
وعن سيناريوهات المستقبل، قال خلوف إن الجيش الإسرائيلي يسيطر على كل مفاصل الضفة الغربية، حتى محيط منازل كبار المسؤولين الفلسطينيين، مستبعدًا احتمالية تغيير جذري في المشهد الأمني والسياسي في المدى القريب.
وأضاف أن الحديث عن مصير السلطة الفلسطينية يكتنفه الكثير من الغموض، حيث تحاول إسرائيل إضعاف السلطة أو القضاء عليها، ما قد يُفضي إلى اضطرابات وتفكك في النظام الفلسطيني.
وتابع: "الشعب الفلسطيني يدرك جيدًا أن المحاولات الإسرائيلية تستهدف المشروع الوطني، وليس التنظيمات أو الشخصيات فقط، والأوساط السياسية والنقابية تقف بوعي وصراحة لمواجهة هذه التحديات، كما أن حركة حماس -رغم مواقفها السابقة ضد السلطة- لن تكون قادرة على المطالبة بحلها، لأن الهدف أعمق من ذلك بكثير وهو شطب الخطرية السياسية للدولة الفلسطينية".
ضعف الدعم العربي
واختتم د. خلوف حديثه بتحليل الوضع العربي والإسلامي، موضحًا أن ضعف الدعم العربي والفلسطيني، إضافة إلى ما وصفه بـ "التطبيع غير المشروط مع إسرائيل"، يزيد من تعقيد الأزمة الفلسطينية، لكنه يرى أن تحركات الرأي العام العربي خصوصًا في أوروبا وأمريكا قد تعيد تنشيط القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.