أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأحد، أن طائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستسلك مسارًا أطول من المعتاد في رحلته إلى مدينة نيويورك، وذلك خشية أن تمنع بعض الدول الأوروبية مرور الطائرة عبر مجالها الجوي، ويأتي هذا القرار في ظل توتر سياسي متصاعد على خلفية التطورات الإقليمية، والانتقادات الدولية المتزايدة تجاه السياسات الإسرائيلية في المنطقة.
وذكرت قناة "كان" الرسمية أن الجهات الأمنية والدبلوماسية الإسرائيلية أجرت مشاورات مكثفة قبل اتخاذ القرار، مشيرة إلى أن المسار البديل سيزيد من مدة الرحلة بشكل ملحوظ، لكنه يضمن عدم التعرض لأي مفاجآت دبلوماسية غير مرغوبة.
مخاوف من رفض عبور الطائرة في أجواء أوروبية
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن بعض الدول الأوروبية أبدت تحفظات على استقبال طائرة نتنياهو أو السماح لها بالعبور، في ظل تصاعد الانتقادات الرسمية والشعبية تجاه السياسات الإسرائيلية، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في غزة واليمن، ورغم عدم صدور قرارات رسمية بالمنع، إلا أن الجهات المعنية فضّلت اتخاذ مسار احترازي لتجنب أي إحراج دبلوماسي أو تعطيل للرحلة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ويُتوقع أن يشارك نتنياهو في اجتماعات رفيعة المستوى بالأمم المتحدة، حيث سيعرض وجهة نظر حكومته بشأن التطورات الإقليمية، وسط ترقب دولي واسع لكلمته.
ردود فعل متباينة داخل إسرائيل
أثار القرار جدلاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، حيث اعتبره البعض مؤشرًا على تراجع مكانة إسرائيل الدولية، بينما رأى آخرون أنه إجراء احترازي طبيعي في ظل الأوضاع الراهنة، ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر دبلوماسي قوله: "القرار لا يعكس بالضرورة عزلة سياسية، لكنه يعكس إدراكًا لحساسية المرحلة وتجنبًا لأي تصعيد غير محسوب."
رحلة طويلة تعكس واقعاً سياسياً معقداً
تغيير مسار طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي نحو نيويورك ليس مجرد تعديل لوجستي، بل يعكس واقعاً سياسياً متشابكاً، تتداخل فيه الحسابات الأمنية والدبلوماسية. وبينما تسعى إسرائيل لتأكيد حضورها الدولي، تواجه تحديات متزايدة في علاقاتها الخارجية، ما يجعل كل خطوة محسوبة بدقة.
طالع أيضًا:
