وصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برفقة زوجته ميلانيا إلى قصر ويندسور، حيث استقبله الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، في أول يوم كامل من زيارة الدولة التي يجريها إلى المملكة المتحدة.
وللحديث حول هذا الموضوع، كانت لنا مداخلة هاتفية، عبر برنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع الصحفي المتخصص بالشؤون البريطانية عصام عكرماوي، والذي قدّم تحليلًا لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته إلى المملكة المتحدة، والتي تعد الزيارة الرسمية الثانية له بعد أول زيارة في 2019.
وأضاف: "هذه الزيارة النادرة تعكس أهمية العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة، حيث تأتي بدعوة ملكية رسمية، ووجهت الحكومة البريطانية طلبًا للملك تشارلز الثالث لاستقبال ترامب في قصر باكينغهام وقصر وينزر، مع إقامة مأدبة عشاء رسمية كأبرز فعاليات الزيارة".
تجاهل البروتوكول الرسمي
وعن تصرفات ترامب خلال الزيارة، أشار "عكرماوي" إلى أن الرئيس الأمريكي لا يلتزم بالبروتوكولات الملكية الرسمية، متجاهلًا أحيانًا الملك نفسه، ما يثير استياء بعض البريطانيين الذين يرون في ذلك تجاهلاً لقواعد الضيافة والتقاليد الملكية.
وتابع: "يُفسر الخبراء الحفاوة الكبيرة التي أولاها البريطانيون لترامب بأنها تعبير عن الروابط التاريخية والاجتماعية بين البلدين، حيث يصف البريطانيون الولايات المتحدة بأنها البلد الآخر وعلى الطرف الآخر من بركة المياه، نظراً للغة المشتركة والتاريخ المشترك، إضافة إلى دعم أمريكا لبريطانيا في الحروب العالمية".
استثمارات أمريكية ضخمة وتجاهل الشرق الأوسط
على الجانب الاقتصادي، أكد "عكرماوي" على أن الهدف الأساسي للزيارة هو جذب استثمارات أمريكية ضخمة تصل إلى 150 مليار دولار لدعم الاقتصاد البريطاني بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي، حيث يشارك في اللقاءات عدد من كبار رجال الأعمال والمستثمرين الذين يُنتظر أن يكون لهم دور في تعزيز التعاون الاقتصادي.
وتابع: "أما من حيث السياسة، فتم تجاهل الحديث عن قضايا الشرق الأوسط خلال اللقاءات الرسمية، في محاولة لتجنب خلق توترات سياسية قد تؤثر على ملف التعاون الاقتصادي".
وفي سياق الحريات والتكنولوجيا، تم التطرق إلى موضوع تنظيم الإنترنت في بريطانيا، الذي أثار جدلًا حول حرية التعبير، ولاحظ المراقبون أن ترامب نفسه عبر عن دعم خطوات لتقنين حركات وشخصيات معارضة في الولايات المتحدة، ما كشف تداخلًا في قضايا الحرية بين البلدين.