يرى الدكتور يسري خيزران، المؤرخ والمحاضر في معهد ترومان، أن زيارة أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة وتمثيله سوريا في الأمم المتحدة تمثل خطوة مهمة لترسيخ شرعية النظام السوري الجديد على المستوى الدولي بعد أن حصل على الشرعية على المستوى العربي.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن الغرب، والولايات المتحدة، راهنوا على النظام الجديد في سوريا باعتباره الأقل سوءًا في ظل الخيارات المتاحة، معتمدين على دعم إقليمي من قطر والسعودية وتركيا لتقييد النزعات الجهادية واحتواء النظام ضمن توازنات إقليمية وأمنية.
امتحان النظام السوري
وتابع: "النظام السوري لا يزال في مرحلة المراهنة والامتحان فيما يتعلق بقدرته على إخراج البلاد من الأزمات وإحداث تحولات فعلية، والدعم الإقليمي يتضمن أبعادًا أمنية وسياسية تهدف إلى ضمان استقرار الداخل السوري ومنع تدفق مسلحين عبر الحدود".
دور الأقليات
وتطرق إلى قضية الأقليات السورية، مشيرًا إلى أن الأقليات تشكل نحو ثلث السكان السوريين، منهم الأكراد والعلويين والدروز والمسيحيون، ولديهم دور سياسي وثقافي واجتماعي مهم يتجاوز حجمهم العددي.
لكنه يرى أن الاهتمام الدولي ينصب بشكل أكبر على التوجهات الخارجية للنظام، خاصة علاقاته مع إيران وحزب الله ومحاولاته التوصل لاتفاقات أمنية مع إسرائيل، إضافة إلى علاقاته بالدول الغربية والاقليمية الموالية لها.
وتابع: "هناك مشروع دولي لتثبيت أقدام هذ النظام في سوريا، رغم كل ما حدث حتى الآن".
وحول التحديات التي تواجه التوصل إلى حلول داخلية في سوريا، مثل ملف الأقليات والاتفاقات الأمنية، يرى د. خيزران أن الثقة بين بعض المكونات، مثل الدروز، والنظام ما زالت ضعيفة، وأن الأمور لم تقترب بعد من تهدئة حقيقية أو اعتراف شامل بحقوق الجميع.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الوضع في سوريا يحمل تحديات كبرى، مع تسارع الأحداث محليًا وإقليميًا، داعيًا إلى متابعة التطورات الإقليمية والدولية وتأثيراتها على النظام الجديد لمعرفة إمكانية بناء واقع جديد في سوريا.