أكد الدكتور عبد كناعنة، المحاضر في جامعة تل أبيب، أن التصريحات الأخيرة حول دعوة حزب الله خلال خطاب أمينه العام نعيم قاسم للحوار مع السعودية، تأتي في سياق محاولة إعادة ترتيب أوراق الشرق الأوسط بعد الضربة الإسرائيلية على قطر.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن هذا الأمر قد يفتح صفحة جديدة في التحالفات الإقليمية.
وأشار إلى توجه السعودية نحو باكستان عقب هذا الحدث، لإقامة تحالف عسكري مشترك، مشدداً على تغير موازين القوى في المنطقة مقارنة بالعقود الماضية، حيث أصبحت باكستان تعتمد على الأسلحة الصينية وتتخذ مواقف محددة تجاه الصراعات الإقليمية.
وأوضح "كناعنة" أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت الوفد التفاوضي لحركة حماس في قطر بثت هزة في الأمن القومي الخليجي، مما دفع دول الخليج، وبالتحديد السعودية، لإعادة حسابات تحالفاتها واستراتيجياتها.
تغير الموقف السعودي
وأضاف أن الموقف السعودي تغير بعد مشاهدة تعامل الولايات المتحدة مع الحدث الإسرائيلي، واكتشاف ضعف الغطاء الأمريكي للرواية الإسرائيلية، ما دفع الرياض لإعادة تقييم دورها وموقعها في المنطقة.
وعن الدور السعودي في لبنان، أكد "كناعنة" أن النفوذ السعودي ما زال قوياً عبر أذرع مختلفة في الساحة السياسية، لا سيما من خلال دعم شخصيات مثل نواف سلام، وأن السعودية بالتنسيق مع الولايات المتحدة تلعب دوراً أساسياً في توازن القوى اللبناني. ورأى أن لبنان لا يملك قراراً سياسياً مستقلاً، وأن التوافقات الإقليمية ضرورية لاستقرار الوضع هناك.
حزب الله يسعى إلى ترميم نفسه
ونوّه إلى أن حزب الله يسعى حالياً لترميم نفسه داخلياً والسياسي ويبحث عن حوار مع السعودية ودول أخرى لتأمين ظهره، مضيفاً أن ملف نزع سلاح الحزب تقلصت أهميته نسبياً بعد التهدئة التي شهدها لبنان في الأشهر الأخيرة، رغم زيادة التوترات الإسرائيلية المتقطعة.
واختتم حديثه قائلًا إن إسرائيل تحافظ على مستوى تصعيد محدود في لبنان، لتفادي فتح جبهة واسعة في ظل الصراع الجاري في غزة.