اعتبر السياسي الفلسطيني السابق الدكتور نبيل عمرو، أن الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية يتجاوز كونه رمزيًا أو استعراضيًا، بل يشكل بداية حقيقية لتحويل القضية الفلسطينية إلى واقع على الأرض.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن هذه الاعترافات التي تشمل دولًا غربية مؤثرة تأتي في وقت تنشط فيه إسرائيل بإظهار ردود فعل متناقضة بين التقليل من أهميتها والقلق العميق، ما يعكس الضغوط المتزايدة عليها على المستوى الدولي.
وتابع: "وجود نحو 140 دولة كانت تعترف بفلسطين سابقًا لم يكن كافيًا لتغيير الواقع السياسي، لكن الاعترافات الجديدة من دول ذات ثقل سياسي وعلاقات تقليدية مع إسرائيل والولايات المتحدة يشكل اختراقًا جديًا ونوعيًا يهدد المصالح الإسرائيلية".
ويرى أن إسرائيل يجب أن تتعامل بجدية مع هذه التطورات عوضًا عن الردود الانفعالية التي قد تؤدي إلى تعقيد مشاكلها.
اعترافات رمزية؟
وحول ما يتردد عن أن هذه الاعترافات رمزية لتجنب فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، نفى "عمرو" أن الفلسطينيين يبحثون عن عقوبات بقدر ما يسعون لضغوط حقيقية تدفع إسرائيل للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والانسحاب من الأراضي المحتلة.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يحاول استغلال عودته من واشنطن للتحضير لردود عنيفة قد تشمل ضمًا جزئيًا للضفة الغربية، لكنه وصف هذه الخطوات بأنها توسع بلا ضوابط، وهو أمر يرفضه الفلسطينيون والعالم بأكمله.
د. نبيل عمرو: الصراع عالمي وليس بين دولتين فقط
وأوضح: "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد محصورًا بين الطرفين فقط، بل أصبح صراعًا دوليًا يشمل مطالب بعقوبات اقتصادية وتسليحية، إضافة إلى تصاعد دراماتيكي في مقاطعة إسرائيل على المستويات الشعبية".
واستطرد: "إسرائيل لن تستطيع أن تعزل نفسها عن بقية دول العالم، وهي عاجزة عن حسم الموقف في غزة طوال العامين الأخيرين، رغم استخدام كل أدوات القوة،".
واختتم عمرو بالتأكيد أن الحل يكمن في قبول إسرائيل بإنشاء دولة فلسطينية تعيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمان، وهو الخيار الأمثل لجميع الأطراف، -على حد قوله-.