أكد البروفيسور أيمن يوسف، أستاذ العلاقات الدولية، أن سوريا تحاول التكيف مع مرحلة جديدة معقدة تمتاز بتوازن قوى متأرجح بين تحالفات إقليمية مختلفة، أبرزها التحالف القطري-التركي من جهة، والتحالف السعودي-الإماراتي من جهة أخرى، بالإضافة إلى دور الأردن ومصر في المشهد.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن سوريا تسعى حاليًا لعدم التصادم المباشر مع إسرائيل، وتفضل توجيه أولوياتها للشؤون الداخلية، معتمدًا في ذلك على المنصات الدولية والإقليمية لكسب مساحة للمناورة.
وتابع: "رغم أنها تحقق بعض الأهداف على المستوى الحد الأدنى، فإن التحديات المستقبلية، لاسيما المتعلقة بمسار السلام مع إسرائيل وتحقيق الاستقرار الداخلي، ستجعل المشهد السوري أكثر تعقيدًا".
المحك الهام لكل التحركات السورية
وشدد "يوسف" على أن العلاقة مع إسرائيل تعد "المحك الهام" لكل تحركات سوريا، رافضًا اعتبار هذه العلاقة مجرد مسألة سياسية فقط، بل كعامل رئيسي في رسم السياسات الغربية تجاه دمشق.
وأضاف أن التطبيع مع إسرائيل لا يعني بالضرورة حل الخلافات السياسية، بل هو أشبه بإقامة علاقات طبيعية بين دول الجوار رغم استمرار بعض القضايا العالقة، مثل ملف الجولان.
وذكر أن الخطوط الحمراء الأخرى التي توجه السياسة السورية ترتبط بالتوازنات الإقليمية، حيث من الصعب على سوريا أن توازن بين المحاور المتناقضة مثل المحور القطري-التركي والمحور السعودي-الإماراتي، إضافة إلى العلاقات المتوترة مع إيران ومخاوف مصر من نشاطات الإسلام السياسي في الداخل السوري.
لقاءات أمريكية مع قادة الدول العربية
وفيما يتعلق باللقاءات التي تعقدها الإدارة الأمريكية مع قادة الدول العربية، أوضح يوسف أن هذه المبادرات تمثل محاولة لتغليب الواقعية والاحتواء بعد تحولات كبيرة في موقف واشنطن، خاصة مع تراجع شعبية ترامب واضطراره لمراجعة تحالفاته.
ويرى "يوسف" أن هذه اللقاءات قد تؤدي إلى مخرجات فعلية رغم الضغوط الأوروبية التي تلعب دورًا في دفع الولايات المتحدة لاتباع سياسة أكثر فاعلية تجاه القضية الفلسطينية.
وختم البروفيسور أيمن يوسف بالتأكيد على أن زيارة رئيس سوريا الولايات المتحدة تمثل تحولًا تاريخيًا يذكر بالخطوات التي اتخذتها مصر سابقًا بتحولها من العداء إلى السلام مع إسرائيل، وسط توقعات بأن يمضي دمشق في تبني سياسة أكثر واقعية في المستقبل، دون الإخلال بالمبادرات العربية التقليدية.
