شهدت عدة مدن أوروبية وعربية، مساء الأربعاء، مظاهرات حاشدة تنديدًا باعتراض القوات البحرية الإسرائيلية لأسطول الصمود العالمي، الذي كان في طريقه إلى قطاع غزة محمّلًا بالمساعدات الإنسانية.
وجاءت هذه التحركات الشعبية في إطار رفض واسع لما وصفه المتظاهرون بأنه انتهاك لحقوق النشطاء الدوليين، ومحاولة لمنع وصول الإغاثة إلى المدنيين في غزة.
مظاهرات في باريس وبرلين وعمان والرباط
خرج آلاف المتظاهرين في شوارع باريس وبرلين ولندن، حاملين لافتات تطالب بفتح ممرات إنسانية إلى غزة، وتوفير الحماية الدولية للناشطين المشاركين في أسطول الصمود.
وفي العواصم العربية، شهدت عمان والرباط وبيروت وقفات احتجاجية أمام السفارات الإسرائيلية، حيث رُفعت شعارات تطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، وتحمّل المسؤولية تجاه ما يحدث في المياه الدولية.
كولومبيا تطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية
وفي تطور دبلوماسي بارز، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، مساء الأربعاء، أنه أمر بطرد جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في البلاد، على خلفية اعتراض أسطول المساعدات المتجه إلى غزة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وقال بيترو في بيان رسمي: "ما حدث في المياه الدولية جريمة ضد الإنسانية، ولن نقبل أن تُمارس هذه السياسات على نشطاء يعملون من أجل السلام والعدالة."
وأشار الرئيس الكولومبي إلى أن مواطنين كولومبيين كانوا على متن إحدى السفن، وتم اعتقالهم خلال العملية، مؤكدًا أن وزارة الخارجية ستتخذ كافة الإجراءات القانونية لضمان حقوقهم.
مركز عدالة: طاقم محامين يتابع التحقيق مع نشطاء أسطول الحرية في ميناء أشدود
من ناحيتها قالت المحامية سهاد بشارة من مركز عدالة إن قوات البحرية الإسرائيلية اعترضت مساء أمس عددًا من سفن أسطول الحرية المتوجهة إلى قطاع غزة، وبدأت بسحبها إلى ميناء أشدود.
وأوضحت بشارة، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن بقية السفن يُتوقّع أن تصل الميناء خلال ساعات النهار، حيث سيخضع جميع النشطاء للتحقيق والإجراءات القانونية.
تحقيقات وأوامر طرد
وبيّنت بشارة أن النشطاء سيُحقق معهم في ميناء أشدود من قبل دائرة الهجرة الإسرائيلية، تمهيدًا لإصدار أوامر طرد بحقهم.
وأضافت أن بعضهم قد يُنقل إلى سجن كتسعوت في النقب إلى حين استكمال إجراءات الترحيل، التي من المرجح أن تتم عبر مطار رمون في إيلات بدلًا من مطار بن غوريون، وذلك وفق ما يتوفر من رحلات ومقاعد.
متابعة قانونية ميدانية
وأكدت بشارة أن طاقمًا من المحامين والمحاميات من مركز عدالة يتواجد خارج ميناء أشدود بانتظار السماح لهم بالدخول، من أجل تقديم الاستشارات القانونية للنشطاء أثناء احتجازهم والتحقيق معهم.
واعتبرت أن هذه الخطوة تأتي ضمن واجب المركز في ضمان الحقوق القانونية والإنسانية للنشطاء الدوليين، الذين انضموا إلى الأسطول بهدف كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
دعوات دولية للتحقيق ومحاسبة المسؤولين
منظمات حقوقية دولية، بينها "هيومن رايتس ووتش" و"أطباء بلا حدود"، طالبت بفتح تحقيق مستقل في ملابسات اعتراض الأسطول، خاصة أن العملية وقعت في المياه الدولية، ما يثير تساؤلات قانونية حول شرعيتها.
كما دعت المفوضية الأوروبية إلى احترام القانون البحري الدولي، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
أسطول الصمود يشعل موجة تضامن عالمية
أعاد اعتراض أسطول الصمود تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، وأشعل موجة تضامن عالمية مع سكان القطاع، الذين يواجهون ظروفًا قاسية منذ سنوات.
وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي والدبلوماسي، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي، وسط مطالبات متزايدة بوضع حد للإجراءات التي تعيق وصول المساعدات، وضمان حرية العمل الإنساني في كل الظروف.
طالع أيضًا:
اعتراض أسطول الصمود في المياه الدولية.. و30 قاربًا تواصل الإبحار نحو غزة
