استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية، صباح الخميس، مركبة مدنية على طريق الجرمق – الخردلي بالقرب من بلدة كفرتبنيت جنوبي لبنان، ما أسفر عن ارتقاء شخصين وإصابة ثالث بجروح، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان رسمي.
وتأتي هذه الغارة في سياق سلسلة من الهجمات الجوية التي تُنفذ بشكل شبه يومي، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024.
تفاصيل الحادث وتحركات الإسعاف
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الغارة وقعت في منطقة مأهولة، حيث اندلعت النيران في المركبة المستهدفة، وتحدث شهود عيان عن تناثر أشلاء الضحايا في محيط الموقع.
وقد هرعت فرق الإسعاف إلى المكان فور وقوع الهجوم، وقدمت الإسعافات الأولية للمصاب الذي نُقل إلى أحد مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج، دون صدور تفاصيل إضافية عن حالته الصحية حتى الآن.
استمرار الغارات رغم اتفاق وقف إطلاق النار
ورغم التوصل إلى اتفاق تهدئة في نوفمبر الماضي، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات تستهدف سيارات وبنى تحتية داخل الأراضي اللبنانية، بزعم ارتباطها بجماعات مسلحة.
وكانت مسيّرة إسرائيلية قد شنت مساء الأربعاء غارة مماثلة على مركبة في بلدة كفرا، ما أدى إلى ارتقاء شخص وإصابة آخرين، في استمرار واضح للخروقات الأمنية.
الأمم المتحدة توثق الخسائر وتدعو لوقف التصعيد
وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة أنها تحققت من مقتل 103 مدنيين في لبنان منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن استمرار الضربات الجوية يفاقم المعاناة الإنسانية ويهدد الاستقرار الإقليمي.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان رسمي: "لا نزال نشهد آثارًا مدمرة لضربات الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة في المناطق السكنية، وكذلك بالقرب من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجنوب."
تداعيات الحرب الأخيرة وخروقات مستمرة
تشير التقارير إلى أن إسرائيل شنت حملة عسكرية واسعة على لبنان في أكتوبر 2023، تصاعدت إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، خلفت أكثر من 4,000 ضحية و17,000 جريح.
ورغم التهدئة، سجلت السلطات اللبنانية أكثر من 4,500 خرق للاتفاق، أسفرت عن سقوط 276 ضحية و613 جريحًا إضافيًا، إلى جانب استمرار السيطرة على خمس تلال لبنانية وأراضٍ أخرى منذ عقود.
دعوات دولية لوقف التصعيد وحماية المدنيين
في ظل استمرار التصعيد، تتزايد الدعوات الدولية لوقف الغارات الجوية وحماية المدنيين، خاصة في المناطق الحدودية التي تشهد توترًا متصاعدًا، وتبقى الحاجة ملحة لتفعيل آليات الرقابة الدولية وضمان احترام الاتفاقات، وسط تحذيرات من أن استمرار العمليات العسكرية قد يعيد المنطقة إلى مربع المواجهة الشاملة.
طالع أيضًا: