شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية ومدفعية على مناطق متفرقة من مدينة غزة، ليل الأربعاء – الخميس، وذلك رغم الإعلان الرسمي من قبل الوسيطين المصري والقطري، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن التوصل إلى اتفاق شامل لتنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تتجه الأنظار إلى مدينة شرم الشيخ المصرية التي تستضيف مفاوضات مكثفة لإنهاء الحرب.
استمرار القصف رغم التفاهمات
الغارات شملت مناطق في حي الصبرة، وتل الهوى، وشارع الصناعة، إضافة إلى قصف مدفعي شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، كما أفادت مصادر محلية بأن طائرة مسيّرة من نوع "كواد كابتر" ألقت ثلاث قنابل على مجموعة من النازحين في شارع الجلاء، ما أدى إلى أضرار مادية دون ورود معلومات مؤكدة عن الإصابات.
وفي حادث منفصل، أعلن الدفاع المدني صباح الخميس عن ارتقاء شخص في شارع الجلاء نتيجة إطلاق نار مباشر من القوات الإسرائيلية، في وقت لا تزال فيه مدينة غزة محاصرة وتخضع لتصنيف "منطقة قتال خطيرة" بحسب بيانات الجيش.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تحذيرات رسمية للسكان
أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيحاي أدرعي، بيانًا يحذر فيه سكان غزة من العودة إلى المناطق الواقعة شمال وادي غزة، مشيرًا إلى أن القوات لا تزال تطوّق المدينة.
كما دعا السكان إلى الامتناع عن الاقتراب من مناطق التمركز العسكري في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك الجنوب والشرق، حتى صدور تعليمات رسمية تضمن سلامتهم.
ومن جهته، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة توجيهات صارمة للسكان بعدم التحرك في الشوارع الرئيسية مثل شارعي الرشيد وصلاح الدين، إلا بعد صدور إعلان رسمي من الجهات المختصة، مؤكدًا أن الحفاظ على الأرواح يمثل أولوية وطنية ومسؤولية جماعية.
ورغم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، لا تزال الأوضاع الميدانية في غزة تشهد تصعيدًا، وسط دعوات دولية لضبط النفس والالتزام بالتفاهمات، ومع استمرار القصف والتحذيرات، يبقى تنفيذ الاتفاق على الأرض هو التحدي الأكبر لضمان سلامة المدنيين وبدء مرحلة جديدة من التهدئة.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على المفاوضات: "النجاح الحقيقي للاتفاق لا يُقاس بالإعلانات، بل بوقف النار فعليًا على الأرض، وضمان حماية المدنيين في كل لحظة".
طالع أيضًا:
الحرب على غزة| عام ثالث من المجازر والقصف المستمر ومفاوضات مكثفة في مصر
