كشف د. محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، عن الوضع الصحي الصعب الذي يعاني منه الأسرى الفلسطينيون المحررون حديثاً، نتيجة التعذيب والتنكيل الوحشي في السجون الإسرائيلية.
وأكد أبو سلمية، في مداخلة ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أنه شاهد بأم عينه المعاناة المريرة لهؤلاء الأسرى الذين خرجوا منهكين وأجسامهم محاطة بالندوب والجروح التي لم تعالج بشكل مهني، بالإضافة إلى إصابات بتر أطراف كثيرة بسبب الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون.
وأوضح أن أغلب الأسرى ممن تعرضوا لسوء المعاملة يعانون من أمراض جلدية مثل "الإسكبيوس" والجراب، إضافة إلى فقدان الوزن الحاد وتدهور حالته الصحية.
وأضاف أن أسرى غزة لم يتلقوا الرعاية الطبية المناسبة داخل السجون، بل تعرضوا لمزيد من الإهانة والتعذيب، حيث كان الأطباء أحياناً جزءًا من عملية التعذيب، ما يخالف القوانين الدولية التي تضمن حقوق الأسرى في الحصول على علاج كامل.
وأشار إلى أن التعذيب استمر حتى اللحظات الأخيرة من اعتقالهم، مشيراً إلى أن بعض الأسرى توفوا داخل السجون بسبب الإهمال والتعذيب المتواصل.
ومن بين الحالات التي تداولها أبو سلمية، قصص مؤلمة لأسرى خرجوا وكُسرت أقدامهم دون علاج، وتم نقلهم على عربات متحركة أو «كرسي متحرك» وهو ما يظهر حجم الإهمال الطبي.
كما أشار إلى معاناة نفسية شديدة يعاني منها الأسرى المحررون، حيث يفتقر قطاع غزة إلى الكوادر النفسية والطاقم الطبي المختص لمتابعتهم وعلاج الأضرار النفسية العميقة التي خلفتها السجون.
وذكر أن العديد من الأسرى عادوا إلى غزة وهم يعانون من آلام داخلية وجسدية ونفسية شديدة، لافتاً إلى أنه عند لقاء بعضهم يشعر بالحزن والانكسار في عيونهم.
وأكد أن معاناة المحررين تزداد بسبب الظروف القاسية في القطاع، حيث يواجهون فقدان أفراد عائلاتهم، وتدمير منازلهم، مما يزيد العبء النفسي عليهم بشكل كبير.