في شمال وجنوب قطاع غزة، تتواصل الاشتباكات الأمنية بين الأجهزة الشرطية التابعة لحركة حماس وبين مجموعات مسلحة خارج القانون، وسط أجواء من التوتر والاحتجاج على خلفية عمليات واسعة لفرض النظام.
الصحفي الميداني مصطفى جعرور، في مداخلة مع برنامج "أول خبر"، أكد أن الأجهزة الأمنية بدأت عمليات حاسمة في شرق مدينة غزة، خاصة في مناطق حي الشجاعية وحي الصبرى، لمواجهة فوضى تنتج عن مجموعات شكلها الجيش الإسرائيلي خلال حربه على القطاع.
وقال إن هذه المجموعات ارتكبت جرائم متعددة منها إطلاق نار كثيف، سرقات، اقتحام منازل، وحتى اعتداءات جنسية، ما أدى إلى وقوع فوضى أمنية هددت استقرار المدينة وأمن المواطنين.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية النظامية التابعة لحركة حماس، مدعومة بعناصر من الجناح العسكري، تسعى اليوم إلى تطويق هذه الجماعات، وإنهاء تلك الفوضى التي شهدتها غزة في الشهور الماضية. وهي ليست مشاكل عائلية أو تصفيات دمائبية، بل حملات للحفاظ على الأمن والسيطرة على الخارجين عن القانون، لمنع انزلاق الوضع إلى مزيد من الاقتتال الداخلي.
وشدد جعرور على أن جهود ضبط الأمن بدأت تؤتي ثمارها، حيث لوحظ استقرار نسبي في الأسعار وانخفاض عمليات الابتزاز المالية. كما توقف كثير من أعمال السلب والسرقة والقتل منذ انتشار الأجهزة الأمنية في المفترقات الرئيسية وعمليات التمشيط.
وعن المشهد في شرق حي الشجاعية، أشار إلى أن المنطقة تشهد تواجداً مكثفاً للقوات الأمنية، وهي تحاول فرض سيطرتها على ما تبقى من مجموعات خارجة عن القانون، إذ أن هذا الحي الواقع جنوب شرق غزة تعرض للدمار الكبير خلال العدوان الإسرائيلي، وارتكبت فيه بعض المجموعات أعمال عنف ضد المدنيين والمقاومة على حد سواء.
وتابع جعرور أن هذه العمليات الأمنية تجول بعيدا عن الأوضاع المعيشية الصعبة، لكنها تعكس رغبة واضحة في استعادة الاستقرار والأمن في ظل استمرار تداعيات الحرب ونكباتها.
وفي الوقت نفسه، يتم الحديث عن ترتيبات أمنية جديدة ستشمل تشكيل قوة فلسطينية موحدة لتولي حفظ الأمن، في إشارة إلى اتفاقات تم التوصل إليها عبر وسطاء دوليين وفي ظل ضغوط دولية منها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول ضرورة انسحاب الجيش قريباً.
ومع استمرار الاشتباكات، يبرز تحدي كبير أمام الأجهزة الأمنية في إعادة بناء الأمن من دون أن تتسبب في مزيد من الانقسامات، وسط أجواء معقدة ومتشابكة من النفوذ والتهديدات ومستهدفات الجيش الإسرائيلي.
