قال الدكتور حسين الديك، المحاضر في العلاقات الدولية والمتخصص بالشأن الأمريكي، إن هناك قضيتين أساسيتين في المشهد الحالي للشرق الأوسط؛ الأولى تتعلق بوقف نزيف الدماء والحرب، والثانية بالمستقبل السياسي للمنطقة، والذي لا يمكن التنبؤ به بدقة حتى الآن.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن وقف الدماء يمثل أولوية عاجلة، ويرجع نجاح هذه الخطوة إلى التحولات السياسية الدولية، منها التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على المبادرة الفرنسية السعودية، والتي حصلت على دعم دولي واسع.
وتابع: "خروج بعض ممثلي الدول أثناء خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعكس تحولات قوية في مواقف المجتمع الدولي، وخصوصاً في أوروبا حيث بدأت فرنسا وبريطانيا، الحليف الأول للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، تتخذ مواقف متباعدة عن واشنطن".
دور ترامب
ونوّه إلى الدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعادة إدماج إسرائيل في النظام الدولي بعد فترة من التوتر مع حلفائها الأوروبيين والعرب، معتبراً أن خطابه اعتمد بشكل كبير على شخصنة الأدوار والعلاقات الشخصية، بينما اتسمت إدارات سلفه جو بايدن بالضعف في هذا الملف.
ونوّه "الديك" إلى أن الانتخابات الأمريكية المقبلة ستعزز حضور الحزب الجمهوري وترامب ضمن المشهد السياسي، لا سيما بفضل الدعم الإسرائيلي الكبير للحزب، مما سيؤثر بالتأكيد على مستقبل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
واستطرد: "رؤية ترامب تركز على التنمية والسلام والتأكيد على الاتفاقات الإبراهيمية، مع استخدام رموز دينية لتعزيز التأييد، وهو يمتلك القدرة على متابعة هذه القضايا التي ستحتاج إلى وقت طويل ومثابرة".
وأوضح أن تصعيد الأزمات الدولية، مثل الملف الروسي-الأوكراني والإيراني، دفع ترامب للتركيز أكثر على الملف الإسرائيلي الفلسطيني، معتبرًا أن الاتفاقات الحالية تهدف إلى تحقيق الأمن للفلسطينيين، والاستقرار لدولة إسرائيل.