يرى البروفيسور أيمن يوسف، المختص في العلاقات الدولية، أن غزة أصبحت نقطة محورية في استراتيجية الولايات المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط، حيث تراعي الدول مصالحها الخاصة خلال المفاوضات التي تسبق مرحلة ما بعد الحرب.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن القضية الفلسطينية استُغلت تاريخيًا لخدمة أهداف إقليمية ودولية، مشيرًا إلى ضعف الفاعل الفلسطيني على طاولة المفاوضات، خصوصًا في لقاءات مثل قمة شرم الشيخ التي وصفها بأنها مجرد حضور شكلي.
ونوّه إلى تساؤلات جوهرية حول قدرة الفلسطينيين على السيطرة على مواردهم السياسية والمالية في ظل إدارة غير مستقلة.
تناقضات داخلية فلسطينية
وأشار إلى تناقضات داخلية فلسطينية تتمثل في التوتر بين الأدوار الوطنية وحقيقة عدم وجود دولة فلسطينية مستقلة إلى الآن، ما يخلق فجوة في المواقف والقرارات.
ويرى أن قرار الحرب والسلم يجب أن يكون فلسطينيًا، وليس محصورًا في الفصائل فقط التي تتراجع شعبيتها، بل بمشاركة المجتمع المدني.
مصالح الوسطاء
كما ناقش البروفيسور أيمن الصراعات والتنافس بين دول المنطقة وخاصة بين مصر وقطر وتركيا، مؤكداً أن هذه الدول تسعى لتحقيق مصالحها ضمن تحالفات مع الولايات المتحدة، مستخدمة الملف الفلسطيني لكسب مكاسب سياسية.
وأضاف: "لم نصل إلى نهاية الأمر، هناك أصوات في تلك الدول الثلاثة، أوصلت لحركة حماس إن الوضع صعب وآن الأوان للتحول إلى قوة سياسية اجتماعية في الحالة الفلسطينية، لكن رسائل حماس بالأمس تظهر عكس ذلك".
وتابع: "الهواجس من التهديد الإيراني لا تزال حاضرة في سياسات هذه الدول، رغم تراجع ملفات إيران، وأن العلاقة بين دول الخليج وأمريكا تبقى معلقة على المصالح الاقتصادية والأمنية، خاصة في ظل تحالفات جديدة مثل التحالف السعودي-الباكستاني".
سياسة جديدة للولايات المتحدة
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول إعادة بناء هيمنتها على المنطقة بطريقة مختلفة، باستخدام دعم الحلفاء والتكتلات الأمنية، وسط توترات متجددة مع قوى كالصين وروسيا.
واختتم حديثه قائلًا: "الرئيس ترامب رغم عنجهيته السياسية، لكنه أعاد جزء من القيادة الأمريكية ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، لكنه يوصل الرسائل إلى الصين وروسيا والبرازيل، وقال علنا وزارة الدفاع حولناها إلى وزارة الحرب، وذكر الدول بالاسم وكأن الولايات المتحدة تحاول أن تعمل وفق سياسية جديدة في منظومة العلاقات الدولية".