يرى الدكتور محجوب الزويري، الأكاديمي والخبير في سياسة الشرق الأوسط بجامعة قطر، أن الاتفاق الدولي على وقف الحرب في غزة كان خطوة أساسية لكسر رتم التصعيد الذي أصرت عليه إسرائيل، لكنه شدد على أن هذا مجرد بداية، وأن مستقبل المنطقة السياسي يبقى معقدًا ويتطلب جهودًا كبيرة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن وقف إطلاق النار جاء نتيجة ضغوط دولية ودبلوماسية، أبرزها المبادرة الفرنسية السعودية التي نالت تصويتًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جانب تحولات بارزة في مواقف بعض الدول الأوروبية.
تحديات أمام إدخال المساعدات
وأشار إلى وجود تحديات كبيرة في ملف إدخال المساعدات إلى غزة، مؤكداً أن إسرائيل لم تبادر بجدية لتسهيل دخول المعدات الثقيلة التي تسمح بفتح الطرق وتخفيف معاناة المدنيين، مضيفًا أن هذه العقبات اللوجستية تعرقل جهود إعادة تأهيل البنية التحتية وتوصيل المساعدات الإنسانيّة بصورة مستمرة وغير متقطعة.
وأضاف "الزويري" أن ما قاله الرئيس الفرنسي مؤخراً بخصوص الحاجة إلى ألف شاحنة مساعدات يومياً يعكس حجم الأزمة وحاجة السكان الشديدة إلى دعم إنساني لاسيما في القطاعات الصحية التي تحتاج إلى تجهيزات عاجلة لتعزيز قدرات المستشفيات للتعامل مع الجرحى والمصابين.
ملف إعادة الإعمار
كما حذر من أن مجرد وقف الحرب دون البدء بعملية إعادة إعمار شاملة لغزة لن يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، مُضيفًا: "إعادة الإعمار لن تكون مفيدة لغزة فقط بل لمحيطها بالكامل، لأن حالة عدم الاستقرار تعني تهديدًا دائماً للأمن الإقليمي، وهو ما يضع الجميع أمام مسؤولياتهم في دعم عملية البناء والتعافي".
ولفت إلى أن هناك مسارين متوازيين يجري العمل عليهما: مسار لوقف الحرب ومسار آخر لإعادة إعمار غزة، وهناك أمل أن تُفضي هذه الجهود إلى تقدم ملموس، لكن نجاح ذلك يعتمد على مدى التعاون الدولي والإقليمي وتركز الوساطات من قطر وتركيا ومصر.