تحل اليوم، 16 أكتوبر، الذكرى الأولى لارتقاء القيادي الفلسطيني يحيى إبراهيم السنوار، أحد أبرز رموز الفصائل الفلسطينية في التاريخ الفلسطيني المعاصر، الذي تحوّل من فتى لاجئ في مخيم خان يونس إلى قائد حمل على كتفيه همّ القضية الفلسطينية.
وُلد السنوار في 19 أكتوبر 1962 بمخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، بعد تهجير عائلته من مجدل عسقلان عام 1948.
نشأة السنوار وحياته الأولى
نشأ في بيئة فقيرة مشبعة بروح النضال، وتشرّب منذ طفولته معاني الانتماء والتحدي.
أنهى دراسته الثانوية في خان يونس، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بغزة ليدرس اللغة العربية، وهناك بزغت شخصيته السياسية والتنظيمية.
في أروقة الجامعة، برز كأحد أبرز قادة الكتلة الإسلامية، وتولى مواقع قيادية في مجلس الطلبة بين عامي 1982 و1987 حتى أصبح رئيسه.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما أسس فرقة العائدون للفن الإسلامي بإشراف الشيخ أحمد ياسين، في محاولة لاستخدام الفن كأداة مقاومة ثقافية تعزز الوعي الوطني.
مع بدايات الثمانينيات، انتقل السنوار من النشاط الطلابي إلى العمل التنظيمي المسلح، فشارك عام 1983 في تأسيس جهاز أمن الدعوة إلى جانب الشيخ ياسين، وهو النواة الأولى لجهاز الأمن العام لحركة حماس، ثم ساهم عام 1986 في تأسيس جهاز مجد الأمني الخاص بالحركة، المكلف بملاحقة العملاء وكشف المتعاونين مع إسرائيل.
سنوات اعتقال السنوار والإفراج عنه
اعتُقل السنوار عدة مرات، أولها عام 1982 في سجن الفارعة، ثم عام 1988 حين حكمت عليه السلطات الإسرائيلية بأربعة مؤبدات بتهمة قيادة نشاطات عسكرية وأمنية ضد إسرائيل.
قضى 23 عامًا في الأسر، بينها أربع سنوات في العزل الانفرادي.
ورغم السجن الطويل، ظل السنوار قائدًا ومرجعًا داخل المعتقلات، فترأس الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس، وأشرف على إضرابات كبرى عن الطعام.
كما أتقن اللغة العبرية وكرّس سنواته للبحث والكتابة، مؤلفًا كتبًا في الفكر والسياسة والأمن من أبرزها: "الشاباك بين الأشلاء"، "الأحزاب الإسرائيلية"، "المجد" و"التجربة والخطأ"، إلى جانب روايته الأدبية "شوك القرنفل" التي وثّقت تجربة النضال الفلسطيني بعد عام 1967.
نال الحرية عام 2011 في صفقة "وفاء الأحرار"، التي كان أحد مهندسيها، ثم تزوج بعد عام وأنجب ثلاثة أبناء: إبراهيم وعبد الله ورضا، لم يبتعد عن الميدان طويلًا، إذ سرعان ما عاد إلى العمل السياسي والتنظيمي، فانتُخب عضوًا في المكتب السياسي لحماس، وتولى الملف الأمني عام 2012، ثم العسكري عام 2013.
علاقة السنوار بقائمة الإرهابيين الدوليين
وفي عام 2015، أدرجته الولايات المتحدة على قائمة "الإرهابيين الدوليين"، في الوقت الذي تولى فيه إدارة ملف الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام.
بعد عامين، انتُخب رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، وأعيد انتخابه عام 2021، ليقود حماس في مرحلة بالغة الحساسية.
السنوار يتولى قيادة حركة حماس
وبعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران خلال حرب الإبادة الجماعية على غزة عام 2023، تولى السنوار قيادة الحركة رسميًا، قبل أن يُنتخب في 6 أغسطس 2024 رئيسًا للمكتب السياسي خلفًا له، في تتويج لمسيرة امتدت أكثر من أربعة عقود .
كان السنوار هدفًا دائمًا لإسرائيل، دمّر منزله أربع مرات، أعوام 1989، 2014، 2021، و2024، ومع ذلك، ظلّ حاضرًا في الصفوف الأمامية، يشارك المقاتلين خنادقهم، مرتديًا بزته العسكرية وسلاحه الشخصي، يجسد روح القائد القائد الذي لا يفارق الميدان.
كيف ارتقى السنوار؟
وفي 16 أكتوبر 2024، ارتقى يحيى السنوار خلال اشتباك مباشر مع قوات الجيش الإسرائيلي في غزة، بعد أن قاتل حتى اللحظة الأخيرة رغم إصابته.
روى شهود عيان أنه ربط جرح يده بسلك حديدي ليواصل القتال، قبل أن يرتقي شامخًا كما عاش.
جاء ارتقاء السنوار في اليوم الـ377 من معركة طوفان الأقصى، التي شكّلت تحوّلًا تاريخيًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
اقرأ أيضا
غزة بعد الحرب..هدوء هش وخروقات إسرائيلية وضغوط إنسانية متزايدة